للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذِكْرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: حدثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: حدثنا الحسينُ بنُ واقدٍ، عن يزيدَ النحوىِّ، عن عكرمةَ قولَه: ﴿كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾. قال: كلٌّ له مُقِرٌّ بالعُبودةِ (١).

وقال آخرون بما حدَّثنى به المُثَنَّى، قال: حدثنا إسحاقُ، قال: حدثنا ابنُ أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ قولَه: ﴿كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾. يقولُ: كلٌّ له قائمٌ يومَ القيامةِ (٢).

وللقنوتِ فى كلامِ العربِ مَعانٍ: أحَدُها، الطاعةُ. والآخرُ، القِيامُ. والثالثُ، الكفُّ عن الكلامِ والإمساكُ عنه.

وأوْلَى معانى القُنوتِ فى قولِه: ﴿كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾: الطاعةُ والإقرارُ للهِ بالعبودةِ، بشَهادةِ أجسامِهم بما فيها مِن آثارِ الصنعةِ، والدلالةِ على وحدانيةِ اللهِ، وأن اللهَ تعالى ذِكْرُه بارئُها وخالقُها، وذلك أن اللهَ أكْذَبَ الذين زعَموا أن للهِ ولدًا بقولِه: ﴿بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. مِلْكًا وخلقًا. ثم أَخْبَر عن جميعِ ما فى السماواتِ والأرضِ أنها مُقِرَّةٌ بدلالتِها على ربِّها وخالقِها، وأن اللهَ تعالى بارئُها وصانعُها -وإن جحَد ذلك بعضُهم بألسنتِهم (٣) - مُذعِنةٌ له بالطاعةِ، بشَهادتِها له بآثارِ الصنعةِ التى فيها بذلك، وأن المسيحَ أحدُهم، فأنَّى يَكونُ للهِ ولدًا وهذه صفتُه!


(١) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بالعبودية". والأثر أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ٤/ ٢١١ (١١٣٢) من طريق الحسين بن واقد به.
(٢) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ٢١٤ (١١٣٣) من طريق ابن أبى جعفر به.
(٣) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فألسنتهم".