للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرَّيِّ (١).

حدَّثني إسماعيلُ، قال: ثنا أبو النضرِ (٢) صاحبُ البصريِّ، قال: ثنا أبو عَوانة، عن مُطَرِّفٍ، عن الضحاكِ في قولِه: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾. قال: السابريُّ بسابورَ، والطِيالسةُ من الرَّيِّ، والحِبَرُ من اليمنِ (٣).

قال أبو جعفرٍ: والصوابُ من القولِ في ذلك أن يقالَ: إن الله تعالى ذكرُه أخبرَ أنه قدَّر في الأرضِ أقواتَ أهلِها، وذلك ما يَقوتُهم من الغذاءِ، ويُصلحُهم من المعاشِ، ولم يخصُصْ جلَّ ثناؤُه بقولِه: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾. أنه قدَّر فيها قوتًا دونَ قوتٍ، بل عمَّ الخبرَ عن تقديرِه فيها جميعَ الأقواتِ، ومما يقوتُ أهلَها ما لا يُصلحُهم غيرُه من الغذاءِ، وذلك لا يكونُ إلا بالمطرِ والتصرفِ في البلادِ؛ لما خصَّ به بعضًا دونَ بعضٍ، ومما أخرَج من الجبالِ من الجواهرِ، ومن البحرِ من المآكلِ والحليِّ، ولا قولَ في ذلك أصحُّ مما قال جلَّ ثناؤه: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾ قدَّر في الأرضِ أقواتَ أهلِها. لما وصَفنا من العلةِ.

وقال جلَّ ثناؤُه: ﴿فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ﴾؛ لما ذكَرنا قبلُ من الخبرِ الذي رُوِّينا عن ابن عباسٍ، عن رسولِ اللهِ ، وأن الله فرَغ من خلقِ الأرضِ وجميعِ أسبابِها ومنافِعها؛ من الأشجارِ والماءِ والمدائنِ والعمرانِ والخرابِ في أربعةِ أيامٍ، أولُهن يومُ الأحدِ، وآخرُهن يومُ الأربِعاءِ (٤).

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، قال: خلَق الجبالَ فيها وأقواتَ أهلِها وشجرَها وما ينبغِى لها في يومين؛ في الثلاثاءِ والأربِعاءِ (٥).


(١) ذكرُه القرطبي في تفسيره ١٥/ ٣٤٣، وابن كثير ٧/ ١٥٥.
(٢) في ت ٢: "النصر".
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١٥/ ٣٤٣. والحبر: نوع من الثياب. ينظر الأنساب ٢/ ١٦٧.
(٤) تقدم في ٣٨٢، ٣٨٣.
(٥) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٧ بسنده المعروف.