للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوجَّه وجهَه للذى فطَر السماواتِ والأرضَ حنيفًا، وما كان مِن المشركينَ، ثم ابتلاه بالهجرةِ، فخرَج مِن بلادِه وقومِه حتى لحِق بالشامِ مهاجرًا إلى اللهِ، ثم ابتلاه بالنارِ قبلَ الهجرةِ، فصبَر على ذلك، وابتلاه الله بذَبْحِ ابنِه وبالختانِ، فصبَر على ذلك (١).

وحدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا مَعْمَرٌ، عمَّن سمِع الحسنَ يقولُ في قولِه: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾. قال: ابتلاه بذَبْحِ ولدِه، وبالنارِ، وبالكوكبِ، والشمسِ، والقمرِ (٢).

وحدَّثنا ابنُ بَشَّارٍ، قال: ثنا سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، قال: ثنا أبو هلالٍ، عن الحسنِ: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾. قال: ابتلاه بالكوكبِ، وبالشمسِ، وبالقمرِ، فوجَده صابرًا (٣).

وقال آخرون بما حدَّثنى به موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمَّادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّىِّ: الكلماتُ التى ابتَلى بهنَّ إبراهيمَ ربُّه: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ إلى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ (٤).

والصوابُ في ذلك مِن القولِ عندَنا أن يقالَ: إن اللهَ ﷿ أخبَر عبادَه أنه اخْتَبَر إبراهيمَ خليلَه بكلماتٍ أوحاهنَّ إليه، وأمَره أن يَعمَلَ بهنَّ، [فعمِل بهن] (٥)


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٨٥، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦/ ١٩٥ من طريق شيبان، عن قتادة به.
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٨٥، وهو تفسير عبد الرزاق ١/ ٥٧، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦/ ١٩٣ من طريق محمد بن حماد الطهرانى عن عبد الرزاق به.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٨٥، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦/ ١٩٣، ١٩٤ من طريق أبى هلال به نحوه مطولًا.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٢٤٠ عن السدى.
(٥) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.