للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدثنى حجاجٌ، عن سفيانَ، عن هارونَ بنِ عنترةَ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ، قال: ليس لظالمٍ عهدٌ (١).

وقال آخرون: معنى العهدِ فى هذا الموضعِ الأمانُ.

فتأويلُ الكلامِ على معنى قولِهم: قال اللهُ: لا ينالُ أمانى أعدائى وأهلَ الظلمِ لعبادى. أى: لا أُؤمِّنُهم مِن عذابى فى الآخرةِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدثنا بشرُ بن معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾: ذلكم يومَ القيامةِ عندَ اللهِ، لا ينالُ عهدَه ظالمٌ، فأما فى الدنيا فقد نالُوا عهدَ اللهِ، فوارثوا به المسلمين وعادُّوهم (٢) وناكَحوهم به، فلما كان يومُ القيامةِ قصَر اللهُ عهدَه وكرامتَه على أوليائِه (٣).

وحدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا معمرٌ، عن قتادةَ فى قولِه: ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ قال: لا ينالُ عهدَ اللهِ فى الآخرةِ الظالمون (٤)، فأما فى الدنيا، فقد ناله الظالمُ [فأمِن به] (٥)، وأكَل به وعاشَ (٦).

وحدَّثنى المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ [بنُ عبدِ اللهِ] (٥)، عن


(١) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ٢٢٤ (١١٨٦) من طريق سفيان به بلفظ: ليس لظالم عليك عهد فى معصية الله أن تطيعه. وعزاه السيوطي فى الدر المنثور ١/ ١١٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) فى الأصل: "غازوهم به".
(٣) أخرجه ابن عساكر فى تاريخه ٦/ ١٩٥ من طريق شيبان، عن قتادة نحوه.
(٤) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣، وتفسير ابن أبى حاتم: "الظالمين".
(٥) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٦) تفسير عبد الرزاق ١/ ٥٨، وأخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ٢٢٤ (١١٨٧) عن الحسن بن يحيى به.