للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن السُّدِّىِّ: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ﴾. يقولُ: ابْنِيا بيتى للطائفين (١).

فهذا أحدُ وَجْهَيْهِ.

والوجهُ الآخرُ منهما: أن يكونا أُمِرا بأن يُطَهِّرا مكانَ البيتِ قبلَ بِنائِه (٢) والبيتَ بعدَ بِنائِه (٢)، مما كان أهلُ الشركِ باللهِ يَجْعَلونه فيه، على عهدِ نوحٍ ومَن قبلَه مِن الأوثانِ؛ ليكونَ ذلك سُنَّةً لمنَ بعدَهما، إذ كان اللهُ جلَّ ثناؤُه قد جعَل إبراهيمَ إمامًا يُقْتَدَى به (٣) بعدَه.

كما حدَّثنى يونسُ، قال: أخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ﴾. قال: مِن الأصنامِ التى يَعْبُدون، التى كان المشركون يُعَظِّمونها (٤).

[ذكرُ مَن قال: معنى قولِه: ﴿أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ﴾ أى: طهِّراه من الشِّرْكِ والرَّيْبِ] (٥)

حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ الأهوازىُّ، قال: ثنا أبو أحمدَ الزُّبيرىُّ، قال: ثنا

سفيانُ، عن ابنِ جُرَيْجٍ (٦)، عن عطاءٍ، عن عُبيدِ بنِ عُمَيرٍ: ﴿طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ﴾


(١) سقط من م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
والأثر أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢٢٧ (١٢٠٤) من طريق عمرو بن حماد به.
(٢) في م: "بنيانه".
(٣) بعده في م: "من".
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٢٤٨.
(٥) سقط من: م.
(٦) في م: "أبى نجيح".