للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينَهما حقٌّ، فتَدَارَءا (١) فيه، فقال أحدُهما: لآخذَنَّه عَنْوَةً. لكثرةِ عشيرتِه، وقال الآخرُ: بيني وبينَك رسولُ اللَّهِ . فتنازَعا حتى كان بينَهما ضَرْبٌ بالنِّعالِ والأيدي (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: [وأخبَرني عبدُ اللَّهِ بنُ عيَّاشٍ، قال] (٣): قال زيدٌ في قولِ اللَّهِ تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾، وذلك الرجلان يَقتتلان من أهلِ الإسلام، أو النَّفَرُ والنَّفَرُ، أو القبيلُ والقبيلةُ، فأمَر اللَّهُ أئمةَ المسلمين أن يَقضُوا بينهم بالحقِّ الذي أنزَله في كتابِه؛ إما القِصاصُ والقَوَدُ، وإمَّا العقْلُ والعِيرُ، وإمَّا العَفْوُ، ﴿فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى﴾ بعدَ ذلك، كان المسلمون مع المظلومِ على الظالمِ حتى يفيءَ إلى حكمِ (٤) اللَّهِ، ويرضَى به.

حدَّثنا ابنُ البرقيِّ، قال: ثنا ابنُ أبي مريمَ، قال: أخبَرنا نافعُ بنُ يزيدَ، قال: أخبَرنا ابنُ جريجٍ، قال: ثنى ابنُ شهابٍ وغيرُه - يَزِيدُ في الحديثِ بعضُهم على بعضٍ، قال: جلَس رسولُ اللَّهِ في مجلسٍ فيه عبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ وعبدُ اللَّهِ بنُ أُبيٍّ ابنُ سَلُولَ، فلمَّا ذهَب رسولُ اللَّهِ ، قال عبدُ اللَّهِ بنُ أُبيٍّ ابنُ سَلُولَ: لقد آذانا بولُ حمارِه، وسدَّ عنا (٥) الرَّوْحَ. وكان بينَه وبين ابنِ رواحةَ شيءٌ، حتى خرَجوا بالسلاحِ، فأتَى رسولُ اللَّهِ (٦) فحجزَ بينَهم، فلذلك يقولُ عبدُ اللَّهِ بنُ


(١) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "تداريا"، وفي م: "تدارأ"، وتدارءا: تدافعا. ينظر اللسان (د ر أ).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٣٢ عن معمر به.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: قال ابن زيد قال ثنى عبد الله قال". وينظر ترجمة عبد الله بن عياش في تهذيب الكمال ١٥/ ٤١٠.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أمر".
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "علينا".
(٦) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فأتاهم".