للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْبَيْتِ﴾. قال: القواعدُ التى كانت قواعدَ البيتِ قبلَ ذلك (١).

وقال آخرون: بل هى قواعدُ بيتٍ كان اللهُ جلَّ ثناؤُه أهبَطه لآدمَ مِن السماءِ إلى الأرضِ، يَطُوفُ به كما كان (٢) يَطُوفُ بعرشِه في السماءِ، ثم رفَعه إلى السماءِ أيامَ الطوفانِ، فرفَع إبراهيمُ قواعدَ ذلك البيتِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ بشّارٍ، قال: ثنا عبدُ الوهّابِ، قال: ثنا أيوبُ، عن أبى قِلابةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو (٣)، قال: لما أهبَط اللهُ آدمَ مِن الجنةِ قال: إنى مُهبِطٌ معك -أو منزِلٌ معك- بيتًا يُطافُ (٤) حولَه، كما يُطافُ حولَ عرشى، ويُصَلَّى عندَه، كما يُصَلَّى عندَ عرشى. فلما كان زمنُ الطوفانِ رفِع، فكانت الأنبياءُ يَحُجونَه ولا يَعْلَمون مكانَه، حتى بَوَّأَه الله إبراهيمَ وأعلَمه مكانَه، فبناه مِن خمسةِ أجْبُلٍ: من حِراءٍ، وثَبِيرٍ، ولُبنانٍ، وجبلِ الطورِ، وجبلِ الخَمَرِ (٥).


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٥٨، ٥٩، وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢٣١ (١٢٣٢) من طريق محمد ابن ثور، عن معمر به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٢٦، ١٢٧ إلى ابن المنذر، وصحح الحافظ إسناده في الفتح ٨/ ١٧٠.
(٢) سقط من: الأصل.
(٣) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "عمر".
(٤) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "فطف".
(٥) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "الحمر". وبعده في حاشية الأصل: "جبل بالشام". وبعده في الدر المنثور: "وهو جبل بيت المقدس". وجبل الخمر يراد به جبل بيت المقدس، سمى بذلك لكثرة كرومه. معجم البلدان ٢/ ٢١.
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم والطبرانى في الكبير عن عبد الله بن عمرو. ينظر مجمع الزوائد ٣/ ٢٨٨، والدر المنثور ١/ ١٢٧. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٩٠٩٣) عن معمر، عن أيوب قال: بنيت الكعبة من خمسة أجبل. فذكر نحو أثر عطاء السابق. وينظر البداية والنهاية ٣/ ٤٧٧.