للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَلْبُ اللَّهِ". قال: فضرَب هامتَه. قال: وقال ابنُ طاوسٍ عن أبيه: إن النبيَّ قال: "ألَا تخافُ (١) أن يُسَلِّطَ اللَّهُ عليك كلبَه؟ ". فخرَج ابنُ أبي لهبٍ مع ناسٍ في سفرٍ، حتى إذا كانوا ببعضِ الطريقِ سَمِعوا صوتَ الأسدِ فقال: ما هو إلا يُريدُني. فاجْتَمَع أصحابُه حولَه، وجعَلوه في وَسَطِهم، حتى إذا ناموا جاء الأسدُ (٢)، فأخَذه من بينِهم (٣).

وكان بعضُ أهلِ المعرفةِ بكلامِ العربِ مِن أهلِ البصرةِ (٤) يقولُ: عُني بقولِه: ﴿وَالنَّجْمِ﴾: والنُّجومِ. وقال: ذهَب إلى لفظِ الواحدِ وهو في معنى الجميعِ. واستَشْهَد لقولِه ذلك ببيتِ (٥) راعي الإبلِ (٦):

فباتَت تَعُدُّ النَّجمَ في مُستَحِيرَةٍ (٧) … سريعٌ بأيدِي الآكِلِين جمودُها

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندي ما قاله مجاهدٌ، مِن أنه عُنِي بالنجمِ في هذا الموضعِ الثُّريَّا، وذلك أن العربَ تدعوها النجمَ. والقولُ الذي قاله من حَكينا عنه من أهلِ البصرةِ قولٌ لا نعلَمُ أحدًا من أهلِ التأويلِ قاله، وإن كان له وَجْهٌ؛ فلذلك ترَكْنا القولَ به.

وقولُه: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ما جار (٨)


(١) في الأصل: "تخف".
(٢) بعده في الأصل: "حوله".
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٥٠ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٢١ إلى عبد بن حميد.
(٤) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٢٣٥.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بقول".
(٦) ديوانه ص ١١٢.
(٧) المستحيرة: الجفنة الودِكة، الكثيرة الوَدَك، وهو الشحم. ينظر التاج (و د ك).
(٨) في م: "حاد".