للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال إبراهيمُ: يا إسماعيلُ، إن ربَّك قد أمرَنى أن أبنىَ له بيتًا. فقال له إسماعيلُ: فأطِعْ ربَّك فيما أمَرك به. فقال له إبراهيمُ: قد أمرَك أن تُعِينَنى عليه. قال: إذن أفْعَلَ. قال: فقام معه، فجَعل إبراهيمُ يَثنِيه وإسماعيلُ يُناولُه الحجارةَ، ويقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. فلما ارْتَفع البنيانُ، وضَعُف الشَّيخُ عن رفع الحجارةِ، قام على حجَرٍ فهو مَقامُ إبراهيمَ، فجعَل يُناولُه ويقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (١).

وقال آخرون: بل الذي رفَع قواعدَ البيتِ إبراهيمُ وحدَه، وإسماعيلُ يومئذٍ طفلٌ صغيرٌ.

ذِكْرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ ومحمدُ بنُ المثني، قالا: ثنا مُؤَمَّلٌ، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن حارثةَ بنِ مُضَرِّبٍ (٢)، عن عليٍّ، قال: لما أُمِرَ إبراهيمُ ببناءِ البيتِ، خرَجَ معه إسماعيلُ وهاجرُ، قال: فلما قَدِم مكَّةَ رأى على رأسِه في موضعِ البيتِ مثلَ الغَمامةِ فيه مثلُ الرأسِ فكَلَّمه، فقال: يا إبراهيمُ، ابْنِ على ظلِّى -أو على قَدْرى- ولا تَزِدْ ولا تَنْقُصْ. فلما بَنَى خرَج (٣) وخَلَّف إسماعيلَ وهاجرَ، فقالت


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٥٩، ٢٦٠ عن محمد بن سنان به. وأخرجه الحاكم ٢/ ٥٥١، ٥٥٢ من طريق محمد بن سنان به، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وينظر تفسير ابن كثير ١/ ٢٥٦. وأخرجه البخاري (٣٣٦٥)، والنسائي في الكبرى (٨٣٨٠)، وابن أبي حاتم ١/ ٢٣٢ (١٢٣٣) من طريق إبراهيم بن نافع به. وأخرجه الأزرقى في أخبار مكة ١/ ٢٥، ٢٦، وابن مردويه -كما في التفسير لابن كثير ١/ ٢٥٦ - من طريق كثير بن كثير به.
(٢) في م: "مصرف". وينظر تهذيب الكمال ٥/ ٣١٧.
(٣) سقط من: م.