للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدخانُ. وذلك أنه جلَّ ثناؤُه ذكَر أنه يُرْسَلُ على هذين الجنسين (١) [شُواظٌ من نارٍ] (٢)، وهو النارُ المحضةُ التي لا يُخالِطُها دخانٌ.

والذي هو أولَى بالكلامِ إذ (٣) توعَّدهم بنارٍ هذه صفتُها، أن يُتْبِعَ ذلك الوعيدَ (٤) بما هو خلافُها من نوعِها من العذابِ، دونَ ما هو من غيرِ جنسِها، وذلك هو الدخانُ، والعرب تُسَمِّي الدخانَ نُحاسًا بضمِّ النونِ، ونِحاسًا بكسرِها، والقرأةُ مجمعةٌ على ضمِّها، ومن النُّحاسِ بمعنى الدخانِ قولُ نابغةِ بني جعدةَ (٥):

يُضيءُ (٦) كضَوءِ سِراجِ السَّلِيـ … ــطِ لم يَجْعَل اللهُ فيه نُحاسا

يعني: دخانًا.

وقولُه: ﴿فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فلا تَنْتَصِران أيُّها الجنُّ والإنسُ منه، إذا هو عاقَبكما هذه العقوبةَ، ولا تُسْتَنْقَذانِ منه.

كما حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾. قال: يعني الجنَّ والإنسَ. [قال: وقولُه أيضًا: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. قال: الجنُّ والإنسُ] (٧).

وقولُه: ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: فإذا انشقَّتِ السماءُ وتفطَّرت، وذلك يومَ القيامةِ، فكان لونُها لونَ البِرْذَونِ الوَرْدِ


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الحيين".
(٢) في الأصل: "شواظًا من النار".
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أنه".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢: "الوعد".
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ذبيان". والبيت في ديوان النابغة الجعدي ص ٨١.
(٦) في م، ت ٢، ت ٣: "يضوء".
(٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.