حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا ابنُ الصلتِ، عن عمرِو بنِ ثابتٍ، عمن ذكَره، عن أبي وائلٍ، عن ابنِ مسعودٍ في قولِه: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾. قال: وإن زنَى وإن سرَق.
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾. قال: جنَّتا السابقين. فقرَأ: ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾. فقرَأ حتى بلَغ: ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٥٨]. ثم رجَع إلى أصحابِ اليمينِ، فقال: ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٦٢]. فذكَر فضلَهما وما فيهما.
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾. قال: مقامَه حينَ يقومُ له العبادُ يومَ القيامةِ. وقرَأ: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: ٦]. وقال: ذاك مقامُ ربِّك.
وقولُه: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما أيُّها الثقلانِ، التي أنعَم عليكم بإثابتِه المحسنَ منكم، ما وصَف جل ثناؤُه في هذه الآياتِ - تُكَذِّبان؟
وقولُه: ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾. يقولُ: ذواتا ألوانٍ. واحدُها فَنٌّ، وهو من قولِهم: افتنَّ فلانٌ في حديثِه. إذا أخَذ في فنونٍ منه وضروبٍ.
وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني الحسينُ بنُ يزيدَ الطحانُ، قال: ثنا عبدُ السلامِ بنُ حربٍ (١)، عن عطاءِ