للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ [الواقعة: ٣٩، ٤٠]. فقال رسولُ اللَّهِ : " [سوَّى بينَ] (١) أصحابِ اليمينِ من الأممِ الماضيةِ (٢)، وبينَ (٣) أصحابِ اليمينِ من هذه الأمةِ، وكان السابِقون من الأممِ أكثرَ من سابِقي هذه الأمةِ" (٤).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾. أي: ماذا لهم، وماذا أعدَّ لهم؟! ﴿وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾. ماذا لهم، وماذا أعدَّ لهم؟! ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾. أي: من كلِّ أمةٍ (٥).

حدَّثنا يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: سمعِتُ ابنَ زيدٍ يقولُ: وجدتُ الهَوَى ثلاثةَ أَثلاثٍ؛ فالمرءُ يَجْعَلُ هواه علمَه، فيُدالُ (٦) هواه على علمِه، ويَقْهَرُ هواه (٧) عِلمَه، حتى إن العلمَ مع الهوى قبيحٌ ذليلٌ، فالعلمُ ذليلٌ والهَوى غالبٌ قاهرٌ، [فهذا الذي] (٨) قد جعَل الهوى والعلمَ في قلبِه، فهذا من أزواجِ النارِ، فإذا كان ممن يريدُ اللَّهُ به خيرًا استفَاق واستَنْبَه فإذا هو عونٌ للعلمِ على الهوى، حتى يُدِيلَ اللَّهُ العلمَ على الهوى، فإذا حَسُنت حالُ المؤمنِ واستقامت طريقتُه، كان الهوى ذليلًا وكان العلمُ غالبًا قاهرًا، فإذا كان ممن يريدُ اللَّهُ به خيرًا ختَم عملَه بإدالةِ العلمِ، فتوفَّاه اللَّهُ حينَ توفَّاه، وعلمُه هو القاهرُ وهو العاملُ به، وهواه الذليلُ القبيحُ ليس له في ذلك


(١) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "من"، والمثبت موافق لما في مصدر التخريج.
(٢) في م: "السابقة".
(٣) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "من"، والمثبت موافق لما في مصدر التخريج.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٤ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر، من قول الحسن.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٤ إلى المصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٦) في م: "فيديل"، وفي ت ١: "فيدلل"، وفي ت ٢، ت ٣: "فيدلك".
(٧) بعده في الأصل: "على".
(٨) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فالذي".