للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعضُهم: هم الذين صلَّوا القبلَتَين (١).

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ (٢)، عن خارجةَ، عن قُرَّةَ، عن ابنِ سيرينَ: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾: الذين صلَّوا القبلتين (٣).

وقال آخرون في ذلك ما (٤) حدَّثني به عبدُ الكريمِ بنُ أبي عميرٍ، قال: ثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، قال: ثنا أبو عمرٍو، قال: ثنا عثمانُ بن أبي سودةَ، قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾: أوَّلُهم رواحًا إلى المساجدِ، وأسرَعُهم خفوقًا في سبيلِ اللَّهِ (٥).

والرفعُ في "السابقين" من وجهَيْنِ؛ أحدُهما: أن يكونَ الأولُ مرفوعًا بالثاني، ويكونُ معنى الكلامِ حينَئذٍ: والسابقون الأوَّلون، كما يُقالُ: السابقُ الأولُ. والثاني: أن يكونَ مرفوعًا بقولِه: ﴿أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾. [فيكونَ قولُه: ﴿السَّابِقُونَ﴾ (٦). الثانيةُ توكيدًا للأوَّلِ، تشديدًا له.

وقولُه: ﴿أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾] (٧). يقولُ جلَّ ثناؤُه: أولئك الذين يُقَرِّبُهم اللَّهُ منه يومَ القيامةِ إذا أدخَلَهم الجنةَ.


(١) في م، ت ١، ت ٢: "للقبلتين".
(٢) بعده في: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عن سفيان"، وينظر ما تقدم في ص ٨٦، وما سيأتي، في ٣٠/ ١٥١، ١٨٩.
(٣) في م: "للقبلتين". والأثر أخرجه ابن ماجه - كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٤٩١ - من طريق مهران به.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بما".
(٥) أخرجه هناد في الزهد (٩٥٥) من طريق الأوزاعي أبي عمرو به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٤ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٦) في الأصل: "والسابقون".
(٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.