للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني حُميد بنُ مسعدةَ، قال: ثنا بشرُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا داودُ، عن عامرٍ، في هذه الآيةِ قولَه: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ﴾ قال: فتحِ الحديبيةِ. قال: [وكان فصلَ] (١) ما بين الهجرتين (٢) فتحُ الحديبيةِ.

حدَّثني ابنُ المثنى، قال: ثنا عبدُ الوهابِ، قال: ثنا داودُ، عن عامرٍ، قال: فصلُ ما بينَ الهِجْرتَين فتحُ الحديبيةِ، وأُنزِلت: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ﴾ إلى: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ، فتحٌ هو؟ قال: "نَعَمْ، عظِيمٌ".

حدَّثنا ابنُ المثنى، قال: ثنا عبدُ الأعلى، قال: ثنا داودُ، عن عامرٍ، قال: فصلُ ما بينَ الهِجْرَتين فتحُ الحديبيةِ. ثم تلا هذه الآيةَ: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ﴾ الآية.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبَرني هشامُ بنُ سعدٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، قال: قال لنا رسولُ اللَّهِ عامَ الحديبيةِ: "يُوشِكُ أن يَأْتِيَ قومٌ تَحْقِرُون أعمالَكم مع أعمالِهم". قلْنا: مَن هم يا رسولَ اللَّهِ، أقريشٌ هم؟ قال: "لا، ولكنْ أهلُ اليمنِ؛ أرَقُّ أفئدةً، وألينُ قلوبًا". قلْنا: هم خيرٌ منا يا رسولَ اللَّهِ؟ فقال: "لو كان لأَحدِهم جبلٌ من ذهبٍ فأنفَقه، ما أدرك مُدَّ أحدِكم ولا نصيفَه، ألا إن هذا فصلُ ما بينَنا وبينَ الناسِ، ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ﴾. إلى قولِه: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ " (٣).


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وكان فضل"، وفي م: "فصل".
(٢) في النسخ: "العمرتين". وهو تحريف.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٨/ ٣٨ - من طريق ابن وهب به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٧٢ إلى ابن مردويه وأبي نعيم في دلائل النبوة.