للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيئًا؟ قالوا: لا. قال: فذاك فَضْلي أُوتيه مَن أشاءُ" (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبَرني الليثُ وابنُ لَهيعةَ، عن سليمانَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن القاسمِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبي أُمامةَ الباهليِّ، أنه قال: شَهِدتُ خطبةَ رسولِ اللَّهِ يومَ حجةِ الوداعِ، فقال قولًا كثيرًا حسنًا جميلًا، وكان فيها: "مَن أسلَم من أهلِ الكتابَيْنِ فله أجرُه مرَّتين، وله مثلُ الذي لنا، وعليه مثلُ الذي علينا، ومَن أسلَم من المشركين فله أجرُه، وله مثلُ الذي لنا، وعليه مثلُ الذي علينا" (٢).

وقولُه: ﴿وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في الذي عُنِي به "النورُ" في هذا الموضعِ؛ فقال بعضُهم: عُنِي به القرآنُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو عمارٍ المروزيُّ، قال: ثنا الفضلُ بنُ موسى، عن سفيانَ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾: القرآنُ (٣)، واتِّباعُهم النبيَّ (٤).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾. قال:


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١١ بنحوه، وأحمد ١٠/ ١٤٠ - ١٤٤ (٥٩٠٢، ٥٩٠٤، ٥٩١١) عن مؤمل به، وأخرجه أحمد ١٠/ ١٤١ (٥٩٠٣)، والبخاري (٥٠٢١)، من طريق سفيان به، وأخرجه البخاري (٢٢٦٩)، والترمذي (٢٨٧١)، وابن حبان (٦٦٣٩)، من طريق ابن دينار به.
(٢) أخرجه الطحاوي في المشكل (٢٥٧١) عن يونس به، وأخرجه أحمد ٥/ ٢٥٩ (الميمنية)، والروياني (١٢٢٦)، من طريق ابن لهيعة به، وأخرجه الطبراني (٧٧٨٦) من طريق الليث به.
(٣) في م: "قال: الفرقان".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٧٨ إلى عبد بن حميد.