للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: ارْتَفِعوا. وإنما يُرادُ بذلك وإذا قيل لكم: قُوموا إلى قتالِ عدوٍّ، أو صلاةٍ، أو عملِ خيرٍ، أو تفرَّقوا عن رسولِ اللَّهِ . فقوموا.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا﴾ إلى: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. قال: إذا قيل: انشُزوا. فانشُزوا إلى الخيرِ والصلاةِ.

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿فَانْشُزُوا﴾. قال: إلى كلِّ خيرٍ؛ قتالِ عدوٍّ، أو أمرٍ بالمعروفِ، أو حقٍّ ما كان (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادَة قولَه: ﴿وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا﴾. يقولُ: إذا دُعِيتُم إلى خيرٍ فأَجِيبوا. وقال الحسنُ: هذا كلُّه في الغزوِ (٢).

حدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا﴾: كان إذا نُودِي للصلاةِ تثَاقَل رجالٌ، فأَمَرهم اللَّهُ إذا نُودِي للصلاةِ أن يَرْتفِعوا إليها؛ يَقوموا إليها (٣).


(١) تفسير مجاهد ص ٦٥٠. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٨٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٨٠ عن معمر عن قتادة والحسن، وقول قتادة عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٨٥ إلى عبد بن حميد.
(٣) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ٥٨، والقرطبي في تفسيره ١٧/ ٢٩٩.