للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال: نزَل ذلك لاختلافٍ كان بينَ المسلمين في أَمْرِها

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ﴾ الآية. أي: لِيَعِظَهم، فقطَع المسلمون يومئذٍ النَّخْلَ، وأمسَك آخرون كراهيةَ أنْ يكونَ فسادًا، فقالت اليهودُ: آللَّهُ أَذِن لكم في الفسادِ؟! فأنزَل اللَّهُ: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ﴾ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا وَرقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا﴾. قال: نهَى بعضُ المهاجرين بعضًا عن قَطْعِ النَّخْلِ، وقالوا: إنما هي مغانمُ المسلمين. ونزل القرآنُ بتصديقِ مَن نهَى عن قَطْعِه وتَحليلِ مَن قطَعه من الإثمِ، وإنما قَطْعُه وتَركُه بإذنِه (٢).

حدَّثنا سليمانُ بنُ عمرَ بنِ خالدٍ البرقيُّ، قال: ثنا ابنُ المباركِ، عن موسى بنِ عقبةَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: قطَع رسولُ اللَّهِ نَخْلَ بني النَّضيرِ، وفي ذلك نزَلت: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ﴾ الآية. وفي ذلك يقولُ حسانُ بنُ ثابتٍ:

وهانَ على سَراةِ بني لُؤَيٍّ … حَرِيقٌ بالبُوَيْرةِ مُسْتَطِيرُ (٣)


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٩١ إلى عبد بن حميد.
(٢) تفسير مجاهد ص ٦٥٢، ومن طريقه البيهقي في الدلائل ٣/ ١٨٥، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ٥/ ١٩٨، ١٩٩ بإسناده عن ابن جريج عن مجاهد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٨٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢٦٤٢)، ومسلم (١٧٤٦)، والبيهقي ٩/ ٨٣، وفي الدلائل ٣/ ١٨٤ من طريق ابن المبارك به، وأخرجه الشافعي ٢/ ٢٤١ (٤٠٠)، والحميدي (٦٨٥)، وأبو عبيد في الأموال (٢٠)، وأحمد ٨/ ١٢٨ (٤٥٣٢)، والبخاري (٣٠٢١)، والنسائي في الكبرى (٨٦٠٩) من طريق موسى بن عقبة به، وأخرجه الدارمي ٢/ ٢٢٢، وأبو داود (٢٦١٥)، والترمذي (١٥٥٢)، وابن ماجه =