للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يحيى بنُ إبراهيمَ المسعوديُّ، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جدِّه، عن الأعمشِ، عن عُمارةَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ (١)، عن عبدِ اللَّهِ بن مسعودٍ في هذه الآيةِ: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾. قال: كانت امرأةٌ تَرْعَى الغنمَ، وكان لها أربعةُ إخوةٍ، وكانت تَأْوِي بالليلِ إلى صومعةِ راهبٍ. قال: فنزَل الراهبُ، ففجَر بها، فحمَلَت، فأَتاه الشيطانُ، فقال له: اقْتُلْها ثم ادفِنْها، فإنك رجلٌ مُصَدَّقٌ يُسْمَعُ قولُك (٢). فقتَلها ثم دفَنها، قال: فأتى الشيطانُ إخوتَها في المنامِ، فقال لهم: إن الراهبَ صاحبَ الصومعةِ فجَر بأُخْتِكم، فلمَّا أَحْبَلها قتَلها، ثم دفَنها في مكانِ كذا وكذا. فلما أَصْبَحوا قال رجلٌ منهم: واللَّهِ لقد رأَيْتُ البارحةَ رُؤْيا ما أَدْرِي أَقُصُّها عليكم أم أترُكُ؟ قالوا: لا، بل قُصَّها علينا. قال: فقصَّها، فقال الآخرُ: وأنا واللَّهِ، لقد رأيتُ ذلك. قالوا (٣): فما هذا إلا لشيءٍ. فانْطَلَقُوا فَاسْتَعْدَوْا مَلِكَهم على ذلك الراهبِ، فأَتَوه، فأنزَلوه ثم انْطَلَقوا به، فلَقِيَه الشيطانُ فقال: إني أنا الذي أَوْقَعْتُك في هذا، ولن يُنْجِيَك منه غيري، فاسجُدْ لي سجدةً واحدةً وأنا أُنْجِيك مما أوْقَعْتُك فيه. قال: فسجَد له، فلما أَتَوا به مَلِكَهم تبرَّأ منه، وأُخِذ فقُتِل (٤).


= ٢/ ٢٨٥ من طريق أبي إسحاق عن نهيك بن عبد الله به، وعنه إسحاق بن راهويه - كما في المطالب (٤١٤٣) - والحاكم ٢/ ٤٨٤، والبيهقي في الشعب (٥٤٥٠)، وعندهم "حميد بن عبد الله" بدلا من "عبد الله بن نهيك". ينظر الجرح والتعديل ٥/ ١٨٣، ٨/ ٤٩٧، وتهذيب الكمال ١٦/ ٢٣١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٩٩ إلى أحمد - في الزهد - وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.
(١) في م: "زيد". ينظر تهذيب الكمال ٨/ ١٢.
(٢) في م: "كلامك".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قال".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٠٠ إلى المصنف.