كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

تفسير سورة "الممتحنة" - القول في تأويل قوله تعالى: ﴿ياأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم (١٢)﴾. - ج: 22 - ص: 598

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحكمِ، قال: ثنا أبي وشعيبُ بنُ الليثِ، عن الليثِ، قال: ثنا خالدُ بنُ يزيدَ، عن ابنِ أبي هلالٍ، عن ابنِ المنكدرِ، أنَّ أُميمةَ أخبَرتْه أنَّها دخلَت على رسولِ اللَّهِ ﷺ في نسوةٍ، فقُلن: يا رسولَ اللَّهِ ابسُطْ يدَك نصافِحْك. فقال: "إني لا أُصافِحُ النساءَ، ولكن سآخُذُ عليكنَّ". فأخَذ علينا حتى بلَغ: " ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ ". فقال: "فيما أطَقْتُنَّ واسْتَطَعْتُنَّ". فقُلْن: اللَّهُ ورسولُه أَرْحَم بنا مِن أنفسِنا (١).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا هارونُ، عن عمرٍو، عن عاصمٍ، عن ابنِ سيرينَ، عن أمِّ عطيةَ الأنصاريةِ، قالت: كان فيما اشْترط علينا مِن المعروفِ حينَ بايَعْنا: ألا ننُوحَ. فقالت امرأةٌ [مِن بني فلانٍ] (٢): إنَّ بني فلانٍ أَسْعَدُوني (٣)، فلا حتى أَجْزِيَهم، فانْطَلَقَت فأسعَدَتْهم، ثم جاءت فبايَعت. قال: فما وفى منهنَّ غيرُها وغيرُ أمِّ سليمٍ ابنةِ مِلْحانَ؛ أمِّ أنسِ بنِ مالكٍ (٤).

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قال: ثنا عمرُ (٥) بنُ فروخَ القتابُ (٦)،

---

= من طريق الثوري به.
(١) أخرجه مالك ٢/ ٩٨٢، والطيالسي (١٧٢٦)، والحميدي (٣٤١)، وابن سعد ٨/ ٥، وأحمد ٦/ ٣٥٧ (الميمنية)، وابن ماجه (٢٨٧٤)، والترمذي (١٥٩٧)، والنسائي (٤٢٠١)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٣٤٠، ٣٣٤١)، وابن حبان (٤٥٥٣)، والطبراني ٢٤/ ١٨٦ - ١٨٨ (٤٧١ - ٤٧٤، ٤٧٦) من طريق محمد بن المنكدر به.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) إسعاد النساء في المناحات: تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة. اللسان (س ع د).
(٤) أخرجه أحمد ٦/ ٤٠٨ (الميمنية)، والنسائي (٤١٩٠) من طريق ابن سيرين به، وتفسير مجاهد ص ٦٥٦، ٦٥٧، وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ٣٨٩، وأحمد ٦/ ٤٠٨ (الميمنية)، ومسلم (٩٣٧)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٣٣٣)، وابن حبان (٣١٤٥)، والبيهقي ٦/ ٤٨٨ من طريق عاصم، عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية به، وأخرجه البخاري (٤٨٩٢)، وسنيد - كما في التمهيد ١٢/ ٢٤٠ - والبيهقي ٤/ ٦٢ من طريق حفصة عن أم عطية به.
(٥) في النسخ: "عمرو". وينظر تهذيب الكمال ٢١/ ٤٧٨.
(٦) في النسخ: "القتات".