للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يتحدثُ الناسُ أن محمدًا يقتلُ أصحابَه". فنزَلَت فيهم: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ﴾ (١).

وقولُه: ﴿لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾.

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسنِ، أن غلامًا جاء إلى النبيِّ ، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، إني سمِعْتُ عبدَ اللَّهِ بنَ أبيٍّ يقولُ كذا وكذا. قال: "فلعلك غضِبْتَ عليه". قال: لا، واللَّهِ يا نبيَّ اللَّهِ لقد سمِعْتُه يقولُه. قال: "فلعلك أخْطَأ سمعُك؟ ". قال: لا واللَّهِ يا نبيَّ اللَّهِ، لقد سمِعْتُه يقولُه. قال: "فلعله شُبِّه عليك". قال: لا واللَّهِ. قال: فأنْزَل اللَّهُ تصديقًا للغلامِ: ﴿لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾، فأخَذ النبيُّ بأُذُنِ الغلامِ، فقال: "وَفَتْ أُذُنُك، وفَت أذنُك يا غلامُ" (٢).

حدَّثنا يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ، في قولِ اللَّهِ: ﴿لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾. قال: كان المنافقون يُسَمُّون المهاجرين الجَلابيبَ. وقال: قال ابنُ أبيٍّ: قد أمَّرْتُكم في هؤلاء الجلابيبِ (٣) أمري. قال: قال هذا بينَ أَمَجَ (٤) وعُسْفانَ (٥) على الكَدِيدِ (٦)؛ تَنازَعوا على الماءِ، وكان المهاجرون قد غلَبوا على الماءِ. قال: وقال ابنُ أبيٍّ أيضًا: أمَا واللَّهِ لئن رجَعْنا إلى المدينةِ لَيُخْرِجَنَّ


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٩٣ عن معمر به.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٩٤ عن معمر به.
(٣) جلابيب قريش: هو لقب لمن كان أسلم من المهاجرين، لقَّبهم بذلك المشركون. وأصل الجلابيب الأُزُر الغلاظ، واحدها جلباب، وكانوا يلتحفون بها، فلقَّبوهم بذلك. شرح غريب السيرة ٣/ ٤٠.
(٤) أمج: بلد من أعراض المدينة وهي من بلدان الحجاز الآن. ينظر جغرافية شبه جزيرة العرب لكحالة ص ١٣٩.
(٥) عسفان: قرية بين المدينة ومكة. السابق ص ٣٠، ٣٤، ١٧٠.
(٦) الكديد: موضع بالحجاز. ينظر معجم البلدان ٤/ ٢٤٥.