للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْأُخْدُودِ﴾. قال: حُدَّثنا أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ كان يقولُ: هم ناسٌ بمذارِع (١) اليمنِ؛ اقْتَتل مؤمنوها وكفارُها، فظهَر مؤمنوها على كفارِها، ثم اقْتتَلوا الثانيةَ، فظهر مؤمنوها على كفارِها، ثم أخَذ بعضُهم على بعضٍ عهدًا ومواثيقَ ألا يَغْدِرَ بعضُهم ببعضٍ، فغَدَرَ بهم الكفارُ فأخَذوهم أخذًا، ثم إنَّ رجلًا مِن المؤمنين قال لهم: هل لكم إلى خيرٍ؛ توقِدون نارًا ثم تَعْرِضوننا عليها، فمن تابعكم على دينِكم فذلك الذي تشتهون، ومَن لا، اقْتَحم النارَ فاستَرحْتُم منه. قال: فأجَّجوا نارًا، وعُرِضوا عليها، فجعَلوا يَقْتحِمونها صناديدُهم، حتى (٢) بقيَت منهم عجوزٌ كأنَّها تلكَّأت (٣)، فقال لها طفلٌ في حجْرِها: يا أُمَّه (٤)، امضِى ولا تُنافِقى. قصَّ اللهُ عليكم نبأَهم وحديثَهم (٥).

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾. قال: يعنى القاتلين الذين قتَلوهم يومَ قُتِلوا (٦).

حدَّثني محمدُ بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾. قال: هم ناسٌ من بنى إسرائيلَ، خَدُّوا أُخْدُودًا في الأرضِ، ثم أَوْقَدوا فيه نارًا، ثم أقاموا على ذلك الأُخْدودِ رجالًا ونساءً، فعُرِضوا عليها، وزعَموا أنه دانيالُ وأصحابُه (٧).


(١) المذارع: البلاد التي بين الريف والبر. غريب الحديث للخطابي ٣/ ٩٩.
(٢) في م: "ثم".
(٣) في م: "نكصت".
(٤) في م، ت ١: "أماه".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٣٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٦) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٣٦٢.
(٧) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٨٧ عن العوفي، عن ابن عباس، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٣٢ إلى المصنف.