للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن عاصمٍ، قال: قلتُ لأنسِ بنِ مالكٍ: السعيُ بينَ الصفَا والمروةِ تطوُّعٌ؟ فقال: تطوُّعٌ (١).

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندَنا أن الطوافَ بهما فرضٌ واجبٌ، وأن على مَن ترَكه العَوْدَ لقضائِه، ناسيًا كان ترَكهَ (٢) أو عامدًا، لا يُجزِئُهُ غيرُ ذلك، لتظاهُرِ الأخبارِ عن النبيِّ أنه حجَّ بالناسِ فكان مما علَّمهم من مناسكِ حجِّهم الطوافُ بهما.

ذِكرُ الروايةِ عنه بذلك

حدثني يوسُفُ بنُ سلمانَ البصريُّ (٣)، قال: ثنا حاتمُ بنُ إسماعيلَ، قال: ثنا جعفرُ بنُ محمدٍ، عن أبيه، عن جابرٍ، قال: لما دنا رسولُ اللهِ من الصفَا في حجَّتِه (٤)، قال: " ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ﴾، ابدَءُوا بِمَا بَدأ اللهُ به (٥) ".

فبدأَ بالصفَا فرقِى عليه (٦).

حدثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا محمود بنُ ميمونٍ أبو الحسنِ، عن أبي بكرِ بنِ عياشٍ، عن ابنِ عطاءٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ، أن النبيَّ قال: " ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ﴾ ". فأتَى الصفَا فبَدأَ بها، فقام عليها، ثم أتى المروةَ فقام عليها وطاف سَبْعًا (٧).


(١) تقدم طرف منه في ص ٧١٦.
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) زيادة من الأصل.
(٤) في م: "حجة".
(٥) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣. "بذكره".
(٦) أخرجه عبد بن حميد (١١٣٣)، ومسلم (١٢١٨/ ١٤٧)، وأبو داود (١٩٠٥)، وابن ماجه (٣٠٧٤) من طريق حاتم بن إسماعيل به. وهذا الحديث جزء من حديث جابر، الطويل المشهور. وينظر مسند الطيالسي (١٧٧٣).
(٧) في م: "وسعى".