للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغمام، والملائكة، ولهم زَجَلٌ مِن تسبيحهم، يقولون: سبحان المَلِكِ ذى المَلَكوتِ، سبحانَ ربِّ العرشِ ذى الجبروت، سبحان الحيِّ الذي لا يموتُ، سبحان الذي يميتُ الخلائقَ ولا يموتُ، سُبُّوحٌ قدوسٌ ربُّ الملائكةِ والروحِ، قدوسٌ قدوسٌ، سبحانَ ربِّنا الأعلى، سبحانَ ذى الجبروتِ والمَلَكوتِ والكبرياءِ والسلطانِ والعظمةِ، سبحانَه أبدًا أبدًا. [فينزِلُ بحمَلةِ] (١) عرشِه يومَئِذٍ ثمانيةً، وهم اليومَ أربعةٌ، أقدامُهم على (٢) تُخَومِ الأرضِ السفلى والسماواتُ إلى حُجَزِهم، والعَرْشُ على مناكبِهم، فوضع اللهُ عَرْشَه (٣) حيثُ شاء مِن الأَرضِ، ثم يُنادِى بنداءٍ يُسْمِعُ الخلائق، فيقولُ: يا معشرَ الجنِّ والإنسِ، إني قد أنصتُّ منذُ يومِ خلقتُكم إلى يومِكم هذا، أسمعُ كلامَكم، وأبْصِرُ أعمالَكم، فأنْصِتوا إليَّ، فإنما هي صُحُفُكم وأعمالُكم تُقْرأُ عليكم، فمن وجَد خيرًا فليحمَدِ الله، ومَن وجَد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ (٤) إلا نفسَه. ثم يأمرُ اللهُ جهنمَ، فتُخْرِجُ منها عُنُقًا ساطعًا مُظْلِمًا، ثم يقولُ اللهُ: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [يس: ٦٠ - ٦٣]، ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ [يس: ٥٩] فيتميَّزُ الناسُ ويَجْثُون، وهى التي يقولُ اللهُ ﷿: ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الحاثية: ٢٨]، فيَقْضِى اللهُ ﷿ بينَ خَلْقِه؛ الجنِّ والإنسِ والبهائمِ، فإنه ليُقِيدُ (٥) يومَئِذٍ للجَمَّاءِ مِن ذاتِ القُرونِ، حتى إذا لم


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يحمل".
(٢) في الأصل: "تحت".
(٣) في الأصل: "كرسيه".
(٤) في الأصل: "يلوم"، وفى ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يلم".
(٥) في الأصل: "يقيد".