للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: نَعمْ، إنه لم يَجِئْ رجلٌ قطُّ بما جئتَ به إلا عُودِىَ، ولئن أَدْرَكنى يومُك أَنصُرْك نصرًا مؤزرًا. ثم كان أول ما نزل عليَّ من القرآن بعد "اقرأ": ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ﴾ [القلم: ١ - ٥] و ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: ١، ٢]، و (١) ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ " (٢) [الضحى: ١، ٢].

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وهبٍ، قال: أخبَرني يونسُ، عن ابن شهابٍ، قال: ثنى عروة، أن عائشة أخبرته. وذكَر نحوه، غيرَ أنه لم يقلْ: "ثم كان أوّلُ ما أُنزِل عليَّ من القرآن". الكلامَ إلى آخرِ (٣).

حدَّثنا ابن أبي الشوارب، قال: ثنا عبدُ الواحد، قال: ثنا سليمانُ الشيبانيُّ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ شدّادٍ، قال: أتى جبريلُ محمدًا ، فقال: يا محمدُ، اقْرَأْ. فقال: "وما أقرَأُ؟ ". قال: فضمَّه، ثم قال: يا محمد، اقْرَأْ. قال: "وما أقرأُ؟ ". قال: ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ حتى بلغ: ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾. قال: فجاء إلى خديجة، فقال: (يا خديجةُ، ما أُراه إلا قد عُرض لى". قالت: كلا، واللَّهِ ما كان ربُّك يفعلُ ذلك بك، وما أتيتَ فاحشةً قطُّ. قال: فأَتَتْ خديجة ورقةً، فأخبَرته الخبرَ، قال: لئن كنتِ صادقةً إن زوجَكِ لنبيٌّ، ولَيَلْقَيَنَّ من أمتِه شدةً، ولئن أدرَكتُه


(١) سقط من النسخ، والمثبت من تاريخ المصنف.
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٢٩٨. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٩٧١٩)، وأحمد ٦/ ١٥٣، ٢٢٣، ٢٣٢) (الميمنية)، والبخارى (٣، ٤٩٥٦)، ومسلم (١٦٠/ ٢٥٣، ٢٥٤)، والترمذى (٣٦٣٢)، والواحدى في أسباب النزول ص ٥ من طرق عن الزهرى به بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦٨ إلى عبد بن حميد وابن الأنبارى في المصاحف وابن مردويه.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه. ١/ ٢٩٩. وأخرجه مسلم (١٦٠/ ٢٥٢)، والبيهقي ٩/ ٥، ٦ من طريق ابن وهب به، وأخرجه أحمد ٦/ ١٥٣ (الميمنية)، والبخارى (٤٩٥٣)، من طريق يونس به.