للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يعقوب بنُ إبراهيم، قال: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن داود، عن الشَّعْبِيِّ - قال داودُ: لا أعلمُه إلا عن مسروقٍ، قال (١): وربما قال: عن مسروقٍ - عن عائشةَ، قالت: كان رسولُ اللَّهِ يُكْثِرُ أن يقول: "سبحانَ اللَّهِ وبحمدِه، أستغْفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إليه". فقلتُ: إنك تُكْثِرُ مِن هذا. فقال: "إِنَّ رَبِّي قد أَخْبَرَني أني سأَرَى علامةً في أُمَّتِى، وأَمَرني إذا رأيتُ تلك العلامةَ أَنْ أُسبِّحَ بحمدِه، وأستغْفِرَه إِنَّه كان توَّابًا، فقد رأيتُها؛ ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ ".

حدَّثنا أبو السائب، قال: ثنا حفصٌ، قال: ثنا عاصمٌ، عن الشَّعْبيِّ، عن أمِّ سلمةَ، قالت: كان رسولُ اللَّهِ في آخرِ أمرِه لا يقومُ ولا يقعُدُ، ولا يذهبُ ولا عليه يجيءُ، إلا قال: "سبحانَ اللَّهِ وبحمدِه". فقلتُ: يا رسول اللَّهِ، إنك تُكْثِرُ مِن: "سبحان اللَّهِ وبحمدِه"، لا تذهبُ ولا تجيءُ، ولا تقومُ ولا تقعدُ، إلا قلتَ: "سبحان اللَّهِ وبحمدِه". قال: "إِنِّي أُمِرتُ بها". فقال: " ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ " إلى آخرِ السورةِ (٢).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثنى ابنُ إسحاقَ، عن بعض أصحابِه، عن عطاءِ بن يسارٍ، قال: نزلت سورةُ: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ كلُّها بالمدينةِ بعدَ فتحِ مكةَ ودخولِ الناسِ في الدينِ، يَنْعَى إليه نفسَه (٣).

قال: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن زيادِ بن الحُصينِ، عن أبى العاليةِ، قال: لما نزَلت: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾. ونُعِيَتْ إلى النبيِّ نفسُه، كان


(١) سقط من: م.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٥٣٣ عن المصنف وقال: غريب. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٠٨ إلى المصنف وابن مردويه.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٠٨ إلى المصنف.