للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"الناسِ" [في قولِه: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾] (١)، وأن يكونَ ذلك رجوعًا من الخطابِ إلى الخبرِ عن الغائبِ؛ لأنَّ ذلك عَقيبَ قولِه: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ﴾ فَلأنْ يكون خبرًا عنهم أوْلَى مِن أنْ يكونَ خبرًا عن الذين أخبَر عنهم (٢) أنّ منهم مَن يَتخِذُ من دونِ اللهِ أندادًا، معَ ما بينَهما من الآياتِ وانقطاعِ قَصَصِهم بقصَّةٍ مُستأنَفةٍ غيرِها، وإنما نزَلتْ في قومٍ من اليهودِ قالوا ذلك إذ دُعوا إلى الإِسلامِ.

حدثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا سلَمةُ بنُ الفضلِ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ أبي محمدٍ، عن عكرمةَ، أو عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: دعَا رسولُ الله اليهودَ من أهلِ الكتابِ إلى الإِسلامِ ورغَّبهم فيه، وحذَّرَهم عذابَ (٣) اللهِ ونِقمتَه، فقال له رافعُ بنُ خارجةَ ومالكُ بنُ عَوفٍ: بل نتَّبِعُ ما وجَدْنا (٤) عليه آباءَنا، فهم (٥) كانوا أعلمَ وخيرًا منَّا. فأنزَل اللهُ [في ذلك من قولِهما] (٦): ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ (٧).

حدثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا يونسُ بنُ بُكيرٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، قال: حدثني محمدُ بنُ أبي محمدٍ مولى زيدِ بنِ ثابتٍ، قال: حدثني سعيدُ بنُ جبيرٍ، أو عكرمةُ، عن ابنِ عباسٍ مِثلَه، إلا أنه قال: فقال له أبو رافعِ بنُ خارجةَ وخالدُ بنُ عوفٍ.


(١) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) سقط من: م.
(٣) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عقاب".
(٤) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ألفينا".
(٥) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فإنهم".
(٦) في م: "من قولهم ذلك"، وفي ت ١، ت ٢، ت ٣: "ذلك من قولهم". والمثبت من الأصل وكتب في حاشيته: "في الأم: قولهم". يعني: بدلا من "قولهما".
(٧) سيرة ابن هشام ١/ ٥٥٢، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٨١ (١٥١١) من طريق سلمة به.