للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبرةً لكم، كم من رجلٍ قد همَّ بداهيةٍ فمنَعه مخافةُ القصاصِ أن يقعَ بها، وإنَّ اللهَ قد حجَز عبادَه بعضَهم عن بعضٍ بالقِصاصِ (١).

حدَّثنا القاسم، قال: حدثنا الحسينُ، قال: حدثني حجاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾. قال: نكالٌ، تَناهٍ. قال ابنُ جُريجٍ: حياةٌ، مَنعةٌ.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾. قال: حياةٌ، تَقيَّةٌ (٢)، إذا خافَ هذا أن يُقتلَ بي، كَفَّ عنِّي، لعله يكونُ عدوًّا لي يريدُ قتلِي، فيتذكرُ أنه يُقتلُ بالقصاصِ، فخشِي أنْ يُقتَلَ بِي، وكفَّ بالقِصاصِ الذي خاف أن يُقتلَ، لولا ذلك قتَل هذا.

حُدِّثت عن يعلَى بنِ عُبيدٍ، قال: حدثنا إسماعيلُ، عن أبي صالحٍ في قولِه: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾. قال: بقاءٌ (٣).

وقال آخرون: معنى ذلك: ولكم في القصاصِ من القاتِل بقاءٌ لغيرِه؛ لأنه لا يُقتلُ بالمقتولِ غيرُ قاتلِه في حكمِ اللهِ، وكانوا في الجاهليةِ يقتُلون بالأنثى الذكورَ (٤)، وبالعبدِ الحرَّ.

ذِكرُ من قال ذلك

حدَّثني موسى، قال: حدثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: حدثنا أسباطُ، عن


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩٧ عقب الأثر (١٥٩٤) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٢) في م: "بقية".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩٨ (١٥٩٥) من طريق يعلى به.
(٤) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الذكر".