للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ: قال شعيبٌ لقومِه: ﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾ [هود:٨٤]. يعنى: الغِنى (١).

حدَّثنى يونسُ، قال: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرنى محمدُ بنُ عَمرٍو اليافِعيُّ، عن ابنِ جُريجٍ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا﴾. قال عطاءٌ: الخيرُ فيما يُرى (٢) المالُ (١).

ثم اخْتَلفوا في مبلغِ المالِ الذى إذا ترَكه الرجلُ كان ممن لزِمه حكمُ هذه الآيةِ؛ فقال بعضُهم: ذلك ألفُ درهمٍ.

ذِكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى المثنى، قال: حدثنا الحجاجُ بنُ المنهالِ، قال: حدثنا همامُ بنُ يحيى، عن قتادةَ في هذه الآيةِ: ﴿إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ﴾. قال: الخيرُ ألفٌ فما فوقَه (٣).

حدَّثنى المثنى، قال: حدثنا الحجاجُ، قال: حدثنا حمادٌ، قال: أخبرنا هشامُ ابنُ عروةَ، عن عروةَ، أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ دخَل على ابنِ عمٍّ له يعودُه، فقال: إنى أريدُ أن أُوصِىَ؟ فقال عليٌّ: لا توصِ؛ فإنك لم تترُكْ خيرًا فتوصِىَ. قال: وكان ترَك مِن السَّبعِمائة إلى التسعِمائة (٤).

حدَّثنى يونسُ بنُ عبدِ الأعلَى، قال: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قال: حدثنى عثمانُ بنُ الحكمِ الجُذامىُّ (٥) وابنُ أبي الزِّنادِ، عن هشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن علىِّ بنِ أبي


(١) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩٩ عقب الأثر (١٦٠٠) معلقًا.
(٢) في الأصل: "ترى".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩٩ (١٦٠٣) من طريق همام به.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٢٠٨ من طريق خثيم، عن قتادة.
(٤) أخرجه الدارمى ٢/ ٤٠٥ من طريق حماد به. وعروة لم يسمع من على.
(٥) في م: "الحزامى"، وفى ت ١، ت ٢، ت ٣: "الحزمى". وينظر تهذيب الكمال ١٩/ ٣٥٢.