للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهابٍ (١) العُطاردىُّ، أنه دخَل على محمدِ بنِ سيرينَ فى رمضانَ وهو يأكُلُ فلمْ يسألْه، فلمّا فرَغ قال: إنه وَجِعتْ إصبَعى هذه (٢).

والصوابُ من القولِ فى ذلك عندنا أن المرضَ الذى أذِنَ اللهُ ﷿ بالإفطارِ معه فى شهرِ رمضانَ، من كان الصومُ جاهدَه جَهدًا غيرَ مُحتمَلٍ، فكلُّ من كان كذلك فله الإفطارُ، وقضاءُ عدّةٍ من أيامٍ أُخرَ، وذلك أنه إذا بلَغ ذلك الأمرَ، فإن لم يكنْ مأذونًا له فى الإفطارِ فقد كُلِّفَ عُسرًا، ومُنِعَ يُسرًا. وذلك غيرُ الذى أخبرَ اللهُ أنه أراده بخلقِه بقولِه: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾. وأمّا منْ كانَ الصومُ غيرَ جاهدِه، فهو بمعنى الصحيحِ الذى يُطيقُ الصومَ، فعليه أداءُ فَرْضِه.

وأما قولُه: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر﴾ فإن معناها: أيامًا معدودةً سوى هذه الأيامِ.

وأما "الأُخرُ" فإنها جمعُ "أُخرَى"، كجمعِهم (٣) "الكُبرَى" على "الكُبَرِ"، و"القُربى" على "القُرَبِ".

فإن قال قائلٌ: أو ليست "الأُخرُ" من صفةِ الأيامِ؟ قيل: بلَى.

[فإن قال: أوَليس واحدَ "الأيامِ" يومٌ وهو مذكَّرٌ؟ قيل: بلى] (٤).


(١) فى النسخ: "تمام". وهو طريف بن شهاب العطاردى. ينظر الجرح والتعديل ٣/ ١٠، وتهذيب الكمال ١٣/ ٣٧٧ - ٣٧٩.
(٢) علقه البغوى فى تفسيره ١/ ١٩٩ عن طريف به. وطريف ضعيف.
(٣) فى م: "بجمعهم".
(٤) سقط من: الأصل.