للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عائشةَ. حتى ارتفَعتْ أصواتُهما، فقال عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ: اللهمَّ غَفْرًا (١)، إذا كان يُسْرًا فصوموا، وإذا كان عُسْرًا فأفْطِروا (٢).

حدَّثنى يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن أيوبَ، قال: حدَّثنى رجلٌ، قال: ذُكِر الصومُ في السفرِ عندَ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ. ثم ذكَر نحوَ حديثِ ابنِ بَشَّارٍ (٣).

حدَّثنى يعقوبُ، قال: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، وحدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: ثنا ابنُ إدريسَ، ثنا ابنُ إسحاقَ، عن الزُّهْرِىِّ، عن سالمِ بنِ عبدِ اللهِ، قال: خرَج عمرُ بنُ الخطابِ في بعضِ أسفارِه في ليالٍ بَقِيتْ من رمضانَ، فقال: إن الشهرَ قد تَسَعْسَعَ (٤) -قال أبو كُرَيْبٍ في حديثه: أو تَسَغْسَغَ (٥)، ولم يَشُكَّ يعقوبُ- فلو صُمْنا! فصام وصام الناسُ مَعَه، ثم أقبَل مرةً قافلًا حتى إذا كان بالرَّوْحاءِ (٦) أهلَّ هلالُ شهرِ رمضانَ، فقال: إن اللهَ قد قضَى السفَرَ، فلو صُمْنا ولم نَثلِمْ (٧) شهرَنا! قال: فصام وصام الناسُ معَه (٨).

حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قال: ثنا الحَكَمُ بنُ بَشيرٍ، قال: حدَّثنى أبى، وحدَّثنى


(١) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عفوا".
(٢) أخرجه المصنف في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) ص ١٣٦، وينظر المحلى ٦/ ٣٧٢.
(٣) أخرجه المصنف في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) ص ١٢٩، ١٣٠.
(٤) في م، ت ١، ت ٢: "تشعشع". وبالسين والشين روايتان، وتسعسع: أدبر وفنى إلا أقله. وتشعشع: كأنه ذهب به إلى رقة الشهر وقلة ما بقى منه، كما يشعشع اللبن بالماء. ينظر النهاية ٢/ ٣٦٨، ٤٨١.
(٥) في م: "تسعسع". والمثبت موافق لما في تهذيب الآثار للمصنف، وله مجاز في اللغة.
(٦) بفتح أوله، وبالحاء المهملة، ممدود: قرية جامعة لمزينة، على ليلتين من المدينة، بينهما أحد وأربعون ميلا. معجم ما استعجم ٢/ ٦٨١.
(٧) ثلَم الإناءَ والسيفَ ونحوه يَثلِمه ثَلْمًا، كسر حرفه، والثُّلْمةُ الموضع الذى قد انثلم. اللسان (ث ل م).
(٨) أخرجه المصنف في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) ص ١٣٥، ١٣٦.