للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعامِّه وخاصِّه، ومُجْمَلِه ومُفَسَّرِه، وناسخِه ومَنْسوخِه، وظاهرِه وباطنِه، وتأْويلِ آيِه، وتفسيرِ مُشْكِلِه، وألْهِمْنا التمسكَ به، والاعْتِصامَ بمُحْكَمِه، والثَّباتَ (١) على التسليمِ لمُتَشابِهِه، وأوْزِعْنا الشكرَ على ما أنْعَمْتَ به علينا، مِن حفظِه، والعلمِ بحُدودِه، إنك سميعُ الدعاءِ، قريبُ الإجابةِ، وصلى اللَّهُ على محمدٍ النبيِّ وآلِه، وسلَّم تسليمًا.

اعْلَموا عبادَ اللَّهِ، رحِمكم اللَّهُ، أن أحقَّ ما صُرِفت إلى علمِه العِنايةُ، وبُلِغت في معرفتِه الغايةُ، ما كان للَّهِ في العلمِ به رِضًا، وللعالمِ به إلى سبيلِ الرشادِ هُدًى، وأنّ أجْمَعَ ذلك لباغيه، كتابُ اللَّهِ الذي لا ريبَ فيه، وتَنْزيلُه الذي لا مِرْيةَ فيه، الفائزُ بجَزيلِ الذُّخْرِ وسَنِيِّ الأجرِ تاليه، الذي لا يَأْتيه الباطلُ مِن بينِ يديه ولا مِن خلفِه، تنزيلٌ مِن حكيمٍ حميدٍ (٢).

ونحن في شرحِ تأويلِه وبيانِ ما فيه مِن معانيه، مُنْشِئون، إن شاء اللَّهُ ذلك، كتابًا مُسْتَوْعِبًا لكلِّ ما بالناسِ إليه الحاجةُ مِن علمِه، جامعًا، ومِن سائرِ الكتبِ غيرِه في ذلك كافيًا، ومُخْبِرون في كلِّ ذلك بما انْتَهَى إلينا مِن اتفاقِ الحجةِ فيما اتَّفَقَت عليه منه، واختلافِها فيما اختَلَفَت فيه منه، ومُبَيِّنو (٣) عِلَلِ كلِّ مذهبٍ مِن مذاهبِهم، ومُوَضِّحو الصحيحِ لدينا مِن ذلك، بأوْجَزِ ما أمْكَن مِن الإيجازِ في ذلك، وأخْصَرِ ما أمْكَن مِن الاخْتِصارِ فيه، واللَّهَ أسْأَلُ (٤) عونَه وتوفيقَه لما يُقَرِّبُ مِن مَحابِّه، ويُبْعِدُ مِن مَساخِطِه، وصلَّى اللَّهُ على صَفْوتِه مِن خلقِه وعلى آلِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.


(١) في ر: "البيان".
(٢) اقتباس من الآية ٤٢ من سورة فصلت.
(٣) في ص: "مبينون"، وفي ر، ت ٢: "مثبتو".
(٤) في ر: "يسأل"، وفي م: "نسأل"، وفي ت ٢: "يسأله".