للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صدقةً على بَريرةَ.

وقال بعضُهم: مَحِلُّ هَدْيِ المُحْصَرِ الحَرَمُ، لا مَحِلَّ له غيرُه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هشيمٌ، عن الأعمشِ، عن عُمارةَ بنِ عُميرٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ، أن عميرَ (١) بنَ سعيدٍ النَّخَعيَّ أهلَّ بعمرةٍ، فلما بلَغ ذاتَ الشُّقوقِ (٢) لُدِغ بها، فخرَج أصحابُه إلى الطريقِ يتشرَّفون (٣) الناسَ، فإذا هم بابنِ مسعودٍ، فذكَروا ذلك له، فقال: لِيَبْعَثْ بهَدْيٍ، واجعَلوا بينَكم يومَ أمارٍ (٤)، فإذا ذبَح الهَدْيَ فلْيُحِلَّ، وعليه قضاءُ عمرتِه (٥).

حدَّثنا تميمُ بنُ المنتَصِرِ، قال: أخبرنا إسحاقُ، عن شَريكٍ، عن سليمانَ بنِ مهرانَ، عن عُمارةَ بنِ عُمَيرٍ وإبراهيمَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ أنه قال: خرَجنا مُهِلِّين بعمرةٍ، فينا الأسودُ بنُ يزيدَ، حتى نَزَلنا ذاتَ الشُّقوقِ، فلُدِغ صاحبٌ لنا، فشَقَّ ذلك عليه مَشقَّةً شديدةً، فلم ندرِ كيف نَصْنَعُ به، فخرَج بعضُنا إلى الطريقِ، فإذا نحن برَكْبٍ فيهم عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ، فقلنا: يا أبا عبدِ الرحمنِ، رجلٌ منا لُدِغ، فكيف نَصْنَعُ به؟ قال: يَبْعَثُ معكم بثمنِ هَدْيٍ، فتَجْعَلونَ بينَكم وبينَه يومَ


= ومن حديث مولاة جويرية بنت الحارث أم المؤمنين أن رسول الله قال: "قربيه فقد بلغت محلها". ينظر مسلم (١٠٧٣).
(١) في النسخ: "عمرو"، والمثبت مما سيأتي في شرح معاني الآثار، وينظر تهذيب الكمال ٢٢/ ٣٧٦. وينظر في ٢/ ٣٤٢.
(٢) ذات الشقوق: منزل بطريق مكة بعد واقصة من الكوفة. معجم البلدان ٣/ ٣٠٩.
(٣) التشرف: التطلع والنظر إلى الشيء. اللسان (ش ر ف).
(٤) في م: "أمارة". والأمار والأمارة: العلامة. وقيل: الأمار جمع أمارة. النهاية ١/ ٦٧.
(٥) أخرجه الطحاوي في شرح المعاني ٢/ ٢٥١ من طريق الأعمش به.