للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجاهليةِ الحُمْسَ، أُمِروا في الإسلامِ أن يُفيضوا من عرفاتٍ، وهي البقعةُ (١) التي أفاض منها سائرُ الناسِ غيرَ الحُمْسِ، وذلك أن قريشًا ومَن ولَدَته قريشٌ، كانوا يقولون: لا نخرُجُ من الحرَمِ. فكانوا لا يشهَدون مَوقِفَ الناسِ بعَرفةَ معهم، فأمرَهم اللَّهُ بالوقوفِ معهم.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى الصنعانيُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الطُّفاويُّ، قال: ثنا هشامُ بنُ عُرْوةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، قالت: كانت قريشٌ ومَن كان على دينِها، وهم الحُمْسُ، يقِفون بالمُزْدَلفةِ، يقولون: نحن قَطِينُ اللَّهِ (٢). وكان مَن سِواهم يقِفُون بعَرفةَ، فأنزَل اللَّهُ: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ (٣).

حدَّثنا عبدُ الوارثِ بنُ عبدِ الصمدِ بنِ عبدِ الوارثِ، قال: ثنى أبي، قال: ثنا أبانٌ، قال: ثنا هشامُ بنُ عُرْوةَ، عن عُرْوةَ أنه كتَب إلى عبدِ الملكِ بنِ مروانَ: كتبتَ إليَّ في قولِ النبيِّ لرجلٍ من الأنصارِ: "إني أحْمَسُ". وإني لا أدري أقالها النبيُّ أم لا؟ غيرَ أني سمِعتُها تُحدَّثُ عنه. والحُمْسُ ملةُ قريشٍ، وهم مشركون، ومَن


(١) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) أي: سكان حرم الله. عارضة الأحوذي ٤/ ٩٢.
(٣) أخرجه الترمذي (٨٨٤) عن محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه الطيالسي (١٥٧٤)، والبخاري (١٦٦٥، ٤٥٢٠)، ومسلم (١٢١٩)، وأبو داود (١٩١٠)، والنسائي (٣٠١٢)، وفي التفسير (٥٤)، وابن ماجه (٣٠١٨)، وابن خزيمة (٣٠٥٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٥٤ (١٨٦٠)، وابن حبان (٣٨٥٦)، وأبو نعيم في الحلية ٧/ ١٣٨، والبيهقي ٥/ ١١٣، والبغوي (١٩٢٥) من طرق عن هشام به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٢٦ إلى ابن المنذر وأبي نعيم في الدلائل، وعند الطيالسي وابن حبان أنهم كانوا يقفون بمنى.