للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولَدَت قريشٌ من (١) خُزاعةَ، وبنو (٢) كِنانةَ، كانوا لا يدفَعون من عَرفةَ، إنما كانوا يدفَعون من المُزْدَلفةِ، وهو المشعَرُ الحرامُ، وكانت بنو عامرٍ حُمْسًا، وذلك أن قريشًا ولَدَتهم، ولهم قيل: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾. وأن العربَ كلَّها كانت تُفِيضُ من عَرفةَ إلا (٣) الحُمْسَ، وكانوا يدفَعون إذا أصبَحوا من المُزْدَلفةِ (٤).

حدَّثني أحمدُ بنُ محمدٍ الطُّوسِيُّ، قال: ثنا أبو تَوْبةَ، قال: ثنا أبو إسحاقَ الفَزاريُّ، عن سفيانَ، عن حسينِ بنِ عُبيدِ اللَّهِ، عن عِكْرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: كانت العربُ تَقِفُ بعَرفةَ، وكانت قريشٌ تقفُ دون ذلك بالمزدَلفةِ، فأنزَل اللَّهُ: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾. فرفَع النبيُّ الموقفَ إلى مَوْقِفِ العربِ بعَرفةَ (٥).

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال. ثنا حَكَّامٌ، عن عبدِ الملكِ، عن عطاءٍ: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾. [قال: كان جماعةُ الناسِ يُفيضون من عرفاتٍ، ويقولُ أهلُ الحرمِ: إنا حُمْسٌ. فكانوا يُفيضون من جمعٍ، فقال اللَّهُ ﷿: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾] (٦): من حيثُ يُفِيضُ جماعةُ الناسِ.

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا الحَكَمُ بنُ بشيرٍ، قال: ثنا عمرُو بنُ قيسٍ،


(١) في م: "في".
(٢) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بني".
(٣) في م: "إلى".
(٤) ينظر في المرفوع منه ما تقدم تخريجه في ص ٢٨٤ وما بعدها.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٢٧ إلى المصنف.
(٦) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.