للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونسُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرَني الليثُ بنُ سعدٍ، عن خالدِ بنِ يزيدَ، عن سعيدِ بنِ أبي هلالٍ، عن القُرَظِيِّ، عن نَوْفٍ، وكان يقرأُ الكتبَ، قال: إني لأَجِدُ صفةَ ناسٍ من هذه الأُمّةِ في كتابِ اللَّهِ المنزَّلِ، قومٌ يحتالون الدنيا بالدينِ، ألسنتُهم أحلى من العسلِ، وقلوبُهم أمرُّ من الصَّبِرِ، يَلْبَسون (١) لباسَ مُسُوكِ الضّأنِ، وقلوبُهم قلوبُ الذئابِ، فعليَّ يَجْتَرِئون، وبي يَغْتَرُّون؟ حلَفْتُ بنفسي لأَبْعَثَنَّ عليهم فتنةً تترُكُ الحليمَ فيها (٢) حيرانَ. قال القُرَظِيُّ: تَدَبَّرْتُها في القرآنِ فإذا هم المنافقون، فوجَدْتُها: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾. ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ﴾ (٣) [الحج: ١١].

حدَّثنا الحسن بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ﴾. قال: هو المنافقُ (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ﴾. قال: علانيتُه في الدنيا، ﴿وَيُشْهِدُ اللَّهَ﴾ في الخصومةِ أنما يريدُ الحقَّ (٥).


= عن أبي معشر به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٦٤ (١٩١٢) من طريق حمزة بن جميل الربذي، عن أبي معشر به مرفوعًا.
(١) بعده في م: "للناس".
(٢) في م: "فيهم".
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٣٥٩ عن المصنف.
(٤) تفسير عبد الرزاق ١/ ٨١، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٦٤ (١٩١٦) عن الحسن به.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٦٤ (١٩١٥) من طريق ابن أبي نجيح به.