للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في لامعِ العِقْبانِ لا يأتي الخَمَرْ

يُوجِّهُ الأرْضَ (١) ويَشتاقُ الشَّجَرْ

ويعنى بقولِه: لا يأتي الخمَر: لا يأتي مُستخفيًا ولا مُسارقَةً، ولكن ظاهرًا براياتٍ وجيوشٍ. والعِقبانُ جمعُ عُقابٍ، وهي الراياتُ.

وأما الميسرُ فإنها الفعِلُ، من قولِ القائلِ: يَسَر لي هذا الأمرُ. إذا وجَب لي، فهو يَيْسِرُ لي يَسَرًا ومَيسِرًا. والياسرُ الواجبُ، بقداحٍ وجَبَ ذلك أو مباحهِ (٢) أو غيرِ ذلك. ثم قيل للمُقامرِ: ياسرٌ ويَسَرٌ. كما قال الشاعرُ (٣):

فَبِتُّ كأنَّنِى يَسَرٌ غَبِينٌ … يُقَلِّبُ بعدَ ما اخْتُلِعَ (٤) القِدَاحا

وكما قال النابغةُ (٥):

أَوْ ياسِرٌ ذَهَبَ القِداحُ بوَفْرِه (٦) … أسِفٌ تآكَلُه (٧) الصَّديقُ مُخَلَّعُ

يعني بالياسرِ المقامِرَ. وقيل للقِمارِ: مَيسِرٌ.

وكان مجاهدٌ يقولُ نحوَ ما قلنا في ذلك.

حدثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي


(١) وجَّه الأرض: صيَّرها وجها واحدًا. اللسان (و ج هـ).
(٢) في ت ٣: "ماجه" واستصوب الشيخ شاكر أنها فُتاحة، وفى حاشية المطبوعة: لعله محرف عن ممانحة، وهي المعاونة والمرافدة.
(٣) هو النابغة الذبيانى، والبيت في ديوانه ص ٢٥٠.
(٤) اختلع: أُخذ ماله. التاج (خ ل ع).
(٥) لم نجده في ديوانه، وينظر التبيان ٢/ ٢١٢.
(٦) الوفر: المال الكثير الواسع. التاج (و ف ر).
(٧) في م: "بأكله"، وفى ت ١، ت ٢، ت ٣: "يأكله". والمثبت من التبيان.