للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عرَضْتُه عَرْضةً أخرى فلم أَجِدْ فيه شيئًا، ثم أرْسَل عثمانُ إلى حفصةَ يَسْأَلُها أن تُعْطِيَه الصَّحيفةَ، وحلَف لها لَيَرُدَّنَّها إليها، فأعْطَتْه إياها، فعرَض المصحفَ عليها، فلم يَخْتَلِفا في شيءٍ، فردَّها إليها، وطابت نفسُه، وأمَر الناسَ أن يَكْتُبوا مَصاحفَ، فلما ماتت حفصةُ أرْسَل إلى عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ في الصَّحيفةِ بعَزْمةٍ، فأعطاهم إياها، فغُسِلَت غَسْلًا (١).

وحدَّثني [به أيضًا] (٢) يونسُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: حدَّثنا نُعَيْمُ بنُ حمادٍ، قال: حدَّثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن عُمارةَ بنِ غَزِيَّةَ، عن ابنِ شِهابٍ، عن خارجةَ بنِ زيدٍ، عن أبيه زيدِ بنِ ثابتٍ، بنحوِه سواءً (٣).

وحدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ، قال: حدَّثنا أيوبُ، عن أبي قِلابَةَ، قال: لما كان في خِلافةِ عثمانَ، جعَل المُعَلِّمُ يُعَلِّمُ قراءةَ الرجلِ، والمُعَلِّمُ يُعَلِّمُ قراءةَ الرجلِ، فجعَل الغِلْمانُ يَلْتَقون فيَخْتَلِفون، حتى ارْتَفَع ذلك إلى المُعَلِّمِين، قال أيوبُ: فلا أَعْلَمُه إلا قال: حتى كفَر بعضُهم بقراءةِ بعضٍ. فبلَغ ذلك عثمانَ،


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٤٨٤٤)، والخطيب في المدرج ١/ ٣٩٧ من طريق الدراوردي به.
وأخرجه البخاري (٤٩٨٦ - ٤٩٨٨) من طريق ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بقصته مع أبي بكر وعمر، وعن أنس بقصة حذيفة مع عثمان، وعن خارجة بن زيد بقصة فقد الآية من سورة الأحزاب.
وقال الحافظ: هذا هو الصحيح عن الزهري .... وأغرب عمارة بن غزية فرواه عن الزهري فقال: عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه. وساق القصص الثلاث بطولها؛ قصة زيد مع أبي بكر وعمر، ثم قصة حذيفة مع عثمان أيضًا، ثم قصة فقد زيد بن ثابت الآية من سورة الأحزاب، أخرجه الطبري، وبين الخطيب في المدرج أن ذلك وهم منه وأنه أدرج بعض الأسانيد على بعض. ينظر المدرج ١/ ٣٩٩، ٤٠٠، والفتح ٩/ ١١، ١٢، ومسند الطيالسي (٦٠٩).
(٢) في ص: "أيضًا"، وفي م: "به".
(٣) أخرجه الطحاوي في المشكل (٣١١٨) عن يونس به.