للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عددِ المذكرِ، كما قال تعالى ذكرُه: ﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا﴾ [الحاقة: ٧]. فأسْقَط الهاءَ مِن "سبعٍ"، وأثْبَتَها في "الثمانيةِ".

وأما بنو آدمَ فإن مِن شأنِ العربِ إذا اجْتَمَعَتِ الرجالُ والنساءُ، ثم أَبْهَمَت عددَها، أن تُخْرِجَه على عددِ الذُّكْرانِ دونَ الإناثِ، وذلك أن الذُّكْرانَ مِن بني آدمَ مَوْسومٌ واحدُهم وجمعُه بغيرِ سِمةِ إناثِهم، وليس كذلك سائرُ الأشياءِ غيرِهم، وذلك أن الذكورَ مِن غيرِهم ربما وُسِم بسِمةِ الأنثى، كما قيل للذكرِ والأنثى: شاةٌ. وقيل للذكورِ والإناثِ مِن البقرِ: بقرٌ. وليس كذلك في بني آدمَ.

فإن قال: وما معنى زيادةِ هذه العشَرةِ الأيامِ على الأربعةِ (١) الأشهرِ؟ قيل: قد قيل في ذلك ما (٢) حدَّثنا به ابنُ وَكيعٍ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبو جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبي العاليةِ في قولِه: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾. قال: قلتُ: لمَ صارَتْ هذه العَشْرُ مع الأشهرِ الأربعةِ؟ قال: لأنه يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ في العَشْرِ (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى أبو عاصمٍ (٤)، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، قال: سألْتُ سعيدَ بنَ المسيَّبِ: ما بالُ العشرِ؟ قال: فيه يُنْفَخُ الرُّوحُ (٥).


(١) سقط من: م.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٣: "فيما".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٣٧ (٢٣١٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٨٢٤) من طريق أبي جعفر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٨٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عصام". وينظر تهذيب الكمال ١٣/ ٢٨١.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٤٢٠ عن سعيد بن أبي عروبة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٨٩ إلى المصنف.