للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَكذا". وكانت "الأنفالُ" مِن أوائلِ ما أُنزل بالمدينةِ، وكانت "براءةُ" مِن (١) آخرِ القرآنِ (٢)، وكانت (٣) قصتُها شبيهةً بقصتِها، فظنَنْتُ أنها منها، فقُبِض رسولُ اللَّهِ ولم يُبَيِّنْ (٤) لنا أنها منها، فمِن أجلِ ذلك قرَنْتُ بينَهما ولم أكْتُبْ بينهما سطرَ: بسمِ اللَّهِ الرحمنِ الرحيمِ، ووضَعْتُها (٥) في السبعِ الطُّوَلِ (٦).

فهذا الخبرُ (٧) يُنْبِئُ عن عثمانَ بنِ عفانَ، رحمةُ اللَّهِ عليه، أنه لم يكنْ تبَيَّن له أن "الأنفالَ" و"براءةَ" مِن السبعِ الطُّوَلِ، ويُصَرِّحُ عن ابنِ عباسٍ أنه لم يكنْ يَرَى ذلك منها.

وإنما سُمِّيَت هذه السُّوَرُ (٨) السبعَ الطُّوَلَ (٩)؛ لطولِها على سائرِ سورِ القرآنِ.

وأما المِئونَ، فهي ما كان مِن سُوَرِ القرآنِ عددُ آيِه مائةُ آيةٍ، أو تَزِيدُ عليها شيئًا أو


(١) في ص، ر: "في".
(٢) بعده في م: "نزولًا".
(٣) في ر: "كان".
(٤) في ر: "ينهوا".
(٥) في م: "فوضعتهما".
(٦) حديث منكر؛ تفرد به يزيد الفارسي، وهو في عداد المجهولين، وهو غير يزيد بن هرمز. وأخرجه الترمذي (٣٠٨٦)، وابن أبي داود في المصاحف ص ٣٠ عن محمد بن بشار به.
وأخرجه أحمد ١/ ٤٥٩، ٤٦٠ (٣٩٩)، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة ٣/ ١٠١٥، والنسائي في الكبرى (٨٠٠٧) من طريق يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر به.
وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ١٥٢، وأحمد ١/ ٥٢٩ (٤٩٩)، وأبو داود (٧٨٦، ٧٨٧)، وابن أبي داود ص ٣٢، وابن حبان (٤٣)، والحاكم ٢/ ٢٢١، ٣٣٠، والبيهقي ٢/ ٤٢ من طرق عن عوف به. وينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على المسند ١/ ٣٢٩ - ٣٣١ (٣٩٩).
(٧) سقط من: ر.
(٨) في ر: "السورة".
(٩) في ر: "طوالا".