للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد كما لصاحبه: أهو هو؟ فقالا: إنَّا نَجِدُه (١) في كتابنا: قَرْنًا (٢) من حديد يُعْطَى ما يُعْطَى حِزْقِيلُ الذي أحيا الموتى بإذنِ اللهِ. فقال عمرُ: ما نَجِدُ في كتابِ اللهِ حِزْقِيلَ، ولا أحيا الموتى بإذن الله إلا عيسى. فقالا: أمَّا تَجِدُ في كتابِ اللهِ: ﴿[وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ] (٣)[النساء: ١٦٤]؟ فقال عمرُ: بلى. قالا: وأمَّا إحياءُ الموتى فَسَنُحَدِّثُك؛ إن بني إسرائيل وقَع عليهم الوباءُ، فخرج منهم قومٌ، حتى إذا كانوا على رأس ميلٍ، أماتهم الله، فبنَوْا عليهم حائطًا، حتى إذا بَليت عظامُهم، بعث اللهُ حزْقيلَ، فقام عليهم فقال (٤) ما شاء الله، فبعثهم الله له، فأَنْزَل الله في ذلك: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ﴾ الآية (٥).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا حَكَّامٌ، عن عَنْبَسَةَ، عَن الحَجَّاجِ بن أَرْطَاةَ، قال: كانوا أربعة آلافٍ (٦).

حدَّثني موسى بن هارونَ، قال: ثنا عَمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ﴾. إلى قوله: ﴿ثُمَّ أَحْيَاهُمْ﴾. قال: كانت قريةٌ يقالُ لها: داوَرْدانُ (٧). قِبَل واسط، وقَع بها الطاعونُ، فهرب عامَّةُ أهلها، فنزَلوا ناحيةً منها، فهلك من بقى في القرية وسلم الآخرون، فلم يَمُتْ منهم كبيرٌ، فلما ارتفع الطاعونُ رجَعوا سالمين، فقال الذين بَقُوا: أصحابُنا هؤلاء


(١) في م: "نجد".
(٢) القرن: الجبيل المنفرد. اللسان (ق ر ن).
(٣) في م: "ورسلًا لم يقصصهم".
(٤) سقط من: م.
(٥) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٥٩.
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣١١ إلى المصنف.
(٧) في ص: "دار وردان". وينظر معجم البلدان ٢/ ٥٤١.