للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي كُتبت لهم (١).

حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا عبدُ الرحمن بنُ عَوْسَجَةَ، عن عطاءٍ الخُرَاسانيِّ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ﴾. قال: كانوا ثلاثة آلاف أو أكثر (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حدَّثني حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيْجٍ، قال: قال ابن عباسٍ: كانوا أربعين ألفًا أو ثمانية آلافٍ، حُظِر عليهم حظائرُ، وقد أَرْوَحت أجسادُهم وأنْتَنوا، فإنها لتُوجَدُ اليوم في ذلك السِّبْطِ من اليهودِ تلك الريحُ، وهم ألوفٌ، فرارًا من الجهاد في سبيل الله، فأماتهم الله، ثم أحياهم، فأمرهم بالجهادِ، فذلك قوله: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ الآية.

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: حدَّثنا سلَمةُ، قال: ثنا محمدُ بنُ إسحاق، عن وهب بن مُنَبِّه، أن كالبَ بنَ يُوفنَّا (٣) لما قبَضه اللهُ بعدَ يُوشَعَ، خلَف فيهم - يعني: في بني إسرائيل - حِزْقِيلُ بن بوزى (٤)، وهو ابن العجوز. وإنما سُمِّى ابنَ العجوز أنها سألت الله الولد وقد كبرت وعقمت، فوهبه الله لها، فلذلك قيل له: ابن العجوز. وهو الذي دعا للقوم الذين ذكر الله في الكتاب لمحمد ، كما بلغنا: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٥٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٥٨ (٢٤٢١) من طريق أسباط به ببعضه.
(٢) ينظر تفسير البغوي ١/ ٢٩٣، والبحر المحيط ٢/ ٢٥٠.
(٣) في م: "يوقنا". وهو مما قيل في اسمه، وقيل: أيضًا: يا فنة، وقيل: يفنة. وأما كالب فقد قيل فيه: كلاب وكالوب. وقيل غير ذلك. ينظر فهارس تاريخ المصنف، وعرائس المجالس ص ٢١٣، وجمهرة أنساب العرب ص ٥٠٥، ٥٠٧. وينظر سفر العدد الأصحاح الثالث عشر. وينظر ما سيأتي في تفسير الآية ١٢، ٢٢ من سورة المائدة.
(٤) في ت ١: "دورى"، وفى تاريخ المصنف: "بوذى".