للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهُدْبِ ثيابِك. وبعَث به (١) إليه، فعلِم طالوتُ أنه لو شاء قتَله، فعطَفه ذلك عليه، فأمَّنَه وعاهَده باللهِ لا يرَى منه بأسًا، ثم انصرَف، ثم كان في آخِرِ أمرِ طالوتَ أنه كان يَدُسُّ لقتْلِه، وكان طالوتُ لا يقاتِلُ عدوًّا إِلا هُزِم، حتى مات.

قال بَكَّارٌ: وسُئِل وَهْبٌ وأنا أسمَعُ، أنَبِيًّا كان طالوتُ يُوحَى إليه؟ فقال: لم يأتِه وَحْيٌ، ولكن كان معه نبيٌّ يقالُ له: أشمويلُ (٢). يُوحَى إليه، وهو الذي مَلَّك طالوتَ (٣).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: كان داودُ النبيُّ وإخوةٌ له أربعةٌ، معهم أبوهم شيخٌ كبيرٌ، فتَخَلَّف أبوهم وتَخلَّف معه داودُ من بين إخوتِه في غَنَمِ أبيه يَرْعاها له، وكان من أصْغرِهم، وخرَج إخوتُه الأربعةُ مع طالوتَ، فدَعاه أبوه وقد تقارَب الناسُ ودنا بعضُهم من بعضٍ - قال ابن إسحاقَ: وكان داودُ، فيما ذكَر لى بعضُ أهلِ العلمِ، عن وَهْبِ بن مُنَبِّهٍ، رجلًا قصيرًا أزرقَ (٤)، قليلَ شعرِ الرأسِ، وكان طاهرَ القلبِ نَقِيَّه (٥) - فقال له أبوه: يا بُنَيَّ، إنا قد صنَعنا لإخوتِك زادًا يَتَقَوَّوْن به على عدوِّهم، فاخرُجْ به إليهم، فإذا دفَعتَه إليهم، فأقبِلْ إليَّ سريعًا. فقال: أفعَلُ. فخرَج وأخَذ معه ما عُمِل (٦) لإخوتِه، ومعه مِخْلاتُه التي يَحْمِلُ فيها الحجارةَ، ومِقْلاعُه الذي كان يَرْمى به عن غَنَمِه، حتى إذا فصَل من عندِ


(١) زيادة من تفسير عبد الرزاق.
(٢) في ص، وتفسير عبد الرزاق: "اسمويل"، وفى ت ١: "شمويل".
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٠٣ - ١٠٥، وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير ٢/ ٤٧٧، ٤٧٨ (٢٥٢٦) عن الحسن بن يحيى به ببعضه.
(٤) يريد: أزرق العينين، كما في قصص الأنبياء للثعالبى ص ٢٤٤، وينظر الحيوان ٥/ ٣٣١ - ٣٣٣.
(٥) أخرج هذه الفقرة المصنف في تاريخه ١/ ٤٧٦.
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "حمل".