للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أظُلَيْمَ (١) إن مُصابَكم رجلًا … أهْدَى السلامَ تحيةً ظُلْمُ

يُريدُ: إصابتَكم.

والشواهدُ في هذا المعنى تَكْثُرُ، وفيما ذكَرْنا كفايةٌ لمن وُفِّق لفهمِه.

فإذ (٢) كان [الأمرُ على ما] (٣) وصَفْنا مِن إخراجِ العربِ مصادرَ الأفعالِ على غيرِ بناءِ أفعالِها (٤) كثيرًا، وكان تصديرُها إياها على مَخارجِ الأسماءِ موجودًا فاشيًا - فبَيِّنٌ (٥) بذلك صوابُ ما قلْنا مِن التأويلِ في قولِ القائلِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾. أن (٦) معناه في ذلك عندَ ابتدائِه في فعلٍ أو قولٍ: أبْدَأُ بتسميةِ اللَّهِ قبلَ فعلي أو قبلَ قولي. وكذلك معنى قولِ القائلِ عندَ ابتدائِه بتلاوةِ القرآنِ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾. إنما معناه: أقْرَأُ مُبْتَدئًا بتسميةِ اللَّهِ. أو: أبْتَدِئُ قراءتي بتسميةِ اللَّهِ. فجُعِل الاسمُ مكانَ التسميةِ، كما جُعِل الكلامُ مكانَ التكليمِ، والعطاءُ مكانَ الإعْطاءِ.

وبمثلِ الذي قلْنا مِن التأويلِ في ذلك رُوِي الخبرُ عن عبدِ اللَّهِ بنِ عباسٍ، حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: حدَّثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، قال: حدَّثنا أبو رَوْقٍ، عن الضَّحّاكِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عباسٍ، قال: أولُ ما نزلَ به (٧) جبريلُ على محمدٍ ، قال: يا محمدُ، قُلْ: أسْتَعِيذُ بالسميعِ العليمِ مِن الشيطانِ الرجيمِ. ثم


(١) في م: "أظلوم".
(٢) في ص: "فإن"، وفي م: "فإذا".
(٣) في ص: "كما".
(٤) في ص: "أفعل لها".
(٥) في م، ت ١، ت ٢: "تبين".
(٦) سقط من: ت ٢.
(٧) سقط من: ر، م، ت ٢.