للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَوْلَى بتأويلِ الآيةِ ما جاء به الأثرُ عن رسولِ اللهِ ، وهو ما حدَّثني به عبدُ اللهِ بنُ أبي زيادٍ القَطَوَانيُّ، قال: ثنا عبيدُ اللهِ بنُ موسى، قال: أخبَرَنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بن خَليفةَ، قال: أتت امرأةٌ النبيَّ فقالت: ادْعُ الله أن يُدْخِلَنى الجنةَ. فعظَّم الربَّ ﷿، ثم قال: "إِنَّ كُرسِيَّه وَسِعَ السَّماواتِ والأرضَ، وإنَّه لَيَقْعُدُ عليه فما يَفْضُلُ منه مِقدارُ أربعِ أصابعَ". ثم قال بأصابعِه فجمَعها: "وإنَّ له أَطِيطًا كأَطِيطِ الرَّحْلِ الجَديدِ إِذَا رُكِبَ؛ مِن ثِقَلِه" (١).

حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ أبي زيادٍ، قال: ثنا يحيى بنُ أبي بُكَيرٍ (٢)، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بن خليفةَ، عن عمرَ، عن النبيِّ نحوَه (٣).

حدَّثنا أحمد بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بن خَليفةَ، قال: جاءتِ امرأةٌ. فذكَر نحوَه (٤).

وأما الذي يدلُّ على صحتِه ظاهرُ القرآنِ، فقولُ ابن عباسٍ الذي رواه جعفرُ بن أبي المغيرِة، عن سعيدِ بن جُبيرٍ عنه، أنه قال: هو عِلْمُه (٥)، وذلك لدَلالةِ قولِه جل ثناؤه: ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾. على أن ذلك كذلك، فأخبَرَ أنه لا يَئُودُه حفظُ ما عَلِم وأحاط به مما في السماواتِ والأرضِ، وكما أخبَر عن ملائكتِه أنهم قالوا في


(١) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ٧١، وأبو الشيخ في العظمة (٢٦٢)، وابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق إسرائيل به.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "بكر".
(٣) أخرجه أبو الشيخ في العظمة ص ١٠٢ (٢٦٣) من طريق عبد الله بن أبي زياد به. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٥٧٤)، وعبد الله بن أحمد في السنة (٥٨٥، ٥٨٧)، البزار (٣٢٥) من طريق يحيى بن أبى بكير به. وينظر السلسلة الضعيفة (٨٦٦).
(٤) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٥٩٣) من طريق أبي أحمد به.
(٥) هذا مناقض لقول المصنف نفسه في أول الصفحة.