للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذَّبيحةِ. وفي إجماعِ الجميعِ على أن قائلَ ذلك تاركٌ ما سُنَّ له مِن القولِ على ذبيحتِه إذا لم يَقُلْ: باسمِ اللَّهِ - دليلٌ واضحٌ على فسادِ ما ادَّعَى مِن التأويلِ في قولِ القائلِ: باسمِ اللَّهِ. أنه مرادٌ به باللَّهِ، وأن اسمَ اللَّهِ هو اللَّهُ.

وليس هذا الموضعُ مِن مَواضعِ الإكثارِ في الإبانةِ عن الاسمِ؛ أهو المُسَمَّى أم غيرُه؟ أم هو صفةٌ له؟ فنُطِيلَ الكتابَ بذكْرِه، وإنما هذا موضعٌ مِن مَواضعِ الإبانةِ عن الاسمِ المضافِ إلى اللَّهِ - جلّ وعزّ -؛ أهو اسمٌ أم مصدرٌ بمعنى التسميةِ؟

فإن قال لنا قائلٌ: فما أنت قائلٌ في بيتِ لَبيدِ بنِ رَبيعةَ (١):

إلى الحَوْلِ ثم اسمُ السلامِ عليكما … ومَن يَبْكِ حولًا كاملًا فقد اعْتَذَر

فقد تأوَّله مُقَدَّمٌ في العلمِ بلغةِ العربِ أنه مَعْنِيٌّ به: ثم السلامُ عليكما. وأن اسمَ السلامِ هو السلامُ (٢).

قيل له: لو جاز ذلك وصحَّ تأويلُه فيه على ما تأوَّل، لجَاز أن يقالَ: رأيْتُ اسمَ زيدٍ، وأكلتُ اسمَ الطعامِ، وشرِبْتُ اسمَ الشرابِ. وفي إجماعِ جميعِ العربِ على إحالةِ ذلك، ما يُنْبِئُ عن فسادِ تأويلِ من تأوَّل قولَ لبيدٍ:

* ثم اسمُ السلامِ عليكما *

أنه أراد: ثم السلامُ عليكما. و (٣) ادِّعائِه أن إدخالَ الاسمِ في ذلك وإضافتَه إلى


(١) شرح ديوان لبيد ص ٢١٤.
(٢) الذي تأوله كذلك هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ١٦.
(٣) في ص، ر: "أو".