للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاعر (١):

اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّا فِي تَلَفُّتِنا … يومَ الفراقِ إلى جيرانِنا (٢) صُورُ

وهو جمعُ أَصْوَرَ وصَوْراءَ وصُورٍ، مثلُ أَسودَ وسوداءَ وسودٍ.

ومنه قولُ الطِّرِمَّاحِ بن حكيمٍ (٣):

عَفائفُ إلَّا ذاك أوْ أن يَصُورَها … هوًى والهوَى للعاشقِينَ صَرُوعُ

يعنَى بقولِه: أو أن يصورَها هَوًى: يُمِيلَها هوًى

فمعنى قولِه: ﴿فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ﴾: فَاضْمُهُنَّ إليك، ووَجِّهُهُنَّ نحوَك، كما يقالُ: صُرْ وجهَك إليَّ. أي: أَقْبِلْ به إليَّ. ومَن وجَّه قولَه: ﴿فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ﴾ إلى هذا التأويلِ، كان في الكلامِ عندَه متروكٌ قد تُرِك ذكرُه؛ استغناء بدَلالة الظاهرِ عليه، ويكونُ معناه حينئذٍ عندَه: قال: فخُذْ أربعةً مِن الطيرِ فصُرْهُنَّ إليك، ثم قَطِّعْهنّ، ثم اجعَلْ على كلِّ جَبَلٍ منهنَّ جزءًا.

وقد يَحتَمِلُ أن يكون معنى ذلك إذا قُرِئَ كذلك بضمِّ الصادِ: قَطِّعْهِنَّ. كما قال تَوْبَةُ بنُ الحُميِّرَ (٤):

فلمَّا جذَبْتُ الحَبْلَ أَطَّتْ نُسوعُهُ … بأطرافِ عِيدانٍ شَديدٍ أُسُورُها (٥)

فَأَدْنَتْ لتي الأسبابَ حتى بَلَغْتُها … بنَهْضِى وقد كاد (٦) ارتقائِى يَصُورُها


(١) المخصص ١٢/ ١٠٣، واللسان (ص و ر ش ر ي)، والخزانة ١/ ١٢١.
(٢) في م: "أحبابنا".
(٣) ديوان الطرماح ص ٢٩٥.
(٤) البيت الثاني في الأضداد. ص ٣٧.
(٥) أطت: صوَّتت. النسوع: جمع نشع، وهو سير تشد به الرحال. والأسور: جمع أسر، وهو شدة الخلق. التاج (أ ط ط، ن س ع، أ س ر).
(٦) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "كان".