للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* مَوَاقِعُ الطَّيْرِ على الصُّفِيِّ *

والصَّفْوانُ هو الصَّفَا، وهى الحجارةُ المُلْسُ.

وقولُه: ﴿عَلَيْهِ تُرَابٌ﴾. يعنى: على الصفوانِ ترابٌ ﴿فَأَصَابَهُ﴾ له يعنى: أَصاب الصَّفْوانَ ﴿وَابِلٌ﴾، وهو المطرُ الشديدُ العظيمُ، كما قال امرؤُ القيسِ (١):

ساعَةً ثم انْتَحاها وابلٌ … ساقِطُ الأكْنافِ واهٍ مُنْهَمِرْ

يقالُ منه: وبَلَتِ السماءُ فهى تَبِلُ وَبُلًا، وقد وُبِلَتِ الأرضُ، فهى تُوبَلُ.

وقولُه: ﴿فَتَرَكَهُ صَلْدًا﴾. يقولُ: فترَك الوابلُ الصَّفوانَ صَلْدًا. والصَّلْدُ من الحجارةِ: الصُّلْبُ الذي لا شيءَ عليه مِن نباتٍ ولا غيرِه، وهو من الأرَضِين: ما لا يَنْبُتُ فيه شيءٌ، وكذلك من الرءوسِ، كما قال رُؤْبةُ (٢):

لَمَّا رَأَتْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ (٣) … بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبينِ الأَجْلَهِ (٤)

ومن ذلك يقالُ للقِدرِ الثَّخِينةِ البطيئةِ الغَلْى: قِدْرٌ صَلُودٌ. وقد صلَدَتْ تَصْلُدُ صُلُودًا، ومنه قولُ تَأَبَّطَ شَرًّا (٥):


(١) ديوانه ص ١٤٥.
(٢) ديوانه ص ١٦٥.
(٣) الموهة لون الماء. يقال: ما أحسن موهة وجهه. قال ابن بري: يقال: وجه مموه. أي: مزين بماء الشباب. اللسان (م و هـ).
(٤) الجَلَهُ: ذهاب الشعر من مقدم الجبين. اللسان (ج ل هـ).
(٥) ديوانه ص ١٧٤.