للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: قال (١): ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ﴾. إلى: ﴿لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ يقولُ: صنَعه (٢) في شبيبتِه فأصابَه الكِبَرُ وله ذُرِّيةٌ ضِعافٌ عندَ آخرِ عمرِه، فجاءه إعصارٌ فيه نارٌ، فاحترَق بستانُه، فلم يكنْ عندَه قوَّةٌ أن يغرِسَ مثلَه، ولم يكنْ عندَ نَسْلِه خيرٌ يعودون به عليه، وكذلك الكافرُ يومَ القيامةِ إذا رُدَّ إلى اللهِ ليس له خيرٌ فيُستعتَبَ، كما ليس له قوةٌ فيغرِسَ مثلَ بستانِه، ولا [يَجِدُه خيرًا قدَّم لنفسِه خيرًا] (٣) يَعُودُ عليه، كما لم يُغنِ عن هذا ولَدُه، وحُرِم أجرَه عندَ أفقرِ ما كان إليه، كما حُرِم هذا جنتَه عند أفقرِ ما كان إليها عندَ كبرِه وضعفِ ذُرِّيَّتِه، وهو مثلٌ ضرَبه اللهُ للمؤمنِ والكافرِ فيما أُوتيا في الدنيا؛ كيف نجَّى المؤمنَ في الآخرةِ، وذخَر له من الكرامةِ والنعيمِ، وخزَن عنه المالَ في الدنيا، وبسَط للكافرِ في الدنيا من المالِ ما هو منقطعٌ، وخزَن له من الشرِّ ما ليس بمفارقِه أبدًا، و (٤) يَخْلُدُ فيها مهانًا، من أجلِ أنه فَخَر على صاحبِه، ووثِق بما عندَه، ولم يستيقنْ أنه ملاقٍ ربَّه (٥).

حُدِّثت عن عمارِ بن الحسنِ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ، قولَه: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ﴾ الآية. قال: هذا مثلٌ ضرَبه اللهُ لرجلٍ (٦) له جنةٌ من نخيلٍ وأعنابٍ، وله فيها من كلِّ الثمراتِ، والرجل قد كبِرت سنُّه وضعُف، وله أولادٌ


(١) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أيوب".
(٢) في الأصل: "ضيعه".
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يجد خيرا قدم لنفسه".
(٤) في الأصل: "أو".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٢٣، ٥٢٤ (٢٧٧٨) عن محمَّد بن سعد به.
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أيود أحدكم أن تكون".