للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونُسُ، قال: أخْبَرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ في قولِه: ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾: لا تَفْتَرِضْ علينا مِن الدين ما لا طاقةَ لنا به فنَعْجِزَ عنه (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ: ﴿وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾: مَسْخُ القِرَدةِ والخَنازيرِ (٢).

حدَّثني سَلَّامُ بنُ سالمٍ الخُزاعيُّ، قال: ثنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ سعيدٍ التَّنُوخيُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ شُعيبِ بن شابورَ (٣)، عن [سلّامِ بن سابورَ] (٤) في قولِه: ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾. قال: الغُلْمةُ (٥).

حدثني موسى، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ: ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾: مِن التغليظِ والأغْلالِ التي كانت عليهم من التحريمِ (٦).

وإنما قلنا: إن تأويلَ ذلك: ولا تُكَلِّفْنا من الأعمالِ ما لا نُطِيقُ القيامَ به. على نحوِ الذي قلنا في ذلك؛ لأنه عَقيبَ مسألةِ المؤمنين ربَّهم ألا يُؤَاخِذَهم إن نَسُوا أو أَخْطَئوا، ولا يَحْمِلَ عليهم إصرًا كما حمَله على الذين من قبلِهم،


(١) ينظر المحرر الوجيز ٢/ ٣٢١، والبحر المحيط ٢/ ٣٦٩.
(٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٨١ عقب الأثر (٣١٠٤) معلقا.
(٣) في م: "سابور".
(٤) في ص: "سلام بن سابورا"، وفى م: "سالم بن شابور".
(٥) الغلمة: هيجان شهوة النكاح من المرأة والرجل. اللسان (غ ل م).
والأثر ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز ٢/ ٣٢١، وأبو حيان في البحر المحيط ٢/ ٣٦٩، عن سلام بن سابور، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٧٧ إلى المصنف.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٨١ (٣١٠٧) من طريق عمرو به.