للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفَزاريُّ، قال: ثنا شهرُ بنُ حَوْشَبٍ، قال: سَمِعْتُ أَمَّ سلمةَ تحدِّثُ أن رسولَ اللهِ كان يُكْثِرُ في دعائِه أن يقولَ: "اللهمَّ مُقَلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبى على دينِك". قالت: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، وإنَّ القلبَ لَيُقَلَّبُ؟ قال: "نعم، ما خَلَقَ اللهُ من بشرٍ من بنى آدمَ إِلَّا إِنَّ (١): قلبَه بين إِصْبَعَين مِن أصابِعه، فإن شاء أقامَه، وإن شاء أَزاغَه، فنسألُ الله رَبَّنا ألا يُزِيغَ قلوبَنا بعدَ إِذْ هَدَانا، ونسألُه أَن يَهَبَ لنا من لَدُنْهُ رحمةً، إنه هو الوَهّابُ". قالت: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا تُعَلِّمُني دعوةً أدعو بها لنفسِى؟ قال: "بلى (٢)، قوله: اللهمَّ رَبَّ النبيِّ محمدٍ، اغفِرْ لي ذنبي، وأَذْهِبْ غيظَ قلبي، وأَجرْنِى من مُضِلَّاتِ الفِتَنِ" (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ منصورٍ الطُّوسي، قال: ثنا محمد بن عبدِ اللهِ الزُّبيريُّ، قال: ثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ يُكْثِرُ أن يقولَ: "يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينِك". فقال له بعضُ أهله: تَخافُ علينا وقد آمنَّا بك وبما جِئْتَ به؟ قال: "إنَّ القلبَ بين إِصْبَعَين مِن أَصَابِعِ الرحمنِ ، يقولُ بهما (٤) هكذا". وحرَّك أبو أحمدَ إصْبَعَيْه. قال أبو جعفرٍ: وإنَّ الطُّوسيَّ (٥) وسَقَ (٦) بين إِصْبَعَيْه (٧).


(١) في م، ومعجم الطبراني: "و".
(٢) بعده في ص، ت ١، ت ٢، س: "قال".
(٣) أخرجه الطبراني ٢٣/ ٣٣٨ (٧٨٥) من طريق حجاج بن المنهال به. وأخرجه أحمد ٦/ ٣٠١، ٣٠٢ (الميمنية)، وعبد بن حميد (١٥٣٢ - منتخب)، وابن مردويه - كما في تفسير ابن كثير ٢/ ١٠ - من طريق عبد الحميد بن بهرام به. وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٢٠٩، ٢١٠، وأحمد ٦/ ٣١٥ (الميمنية)، والترمذي (٣٥٢٢)، والطبراني ٢٣/ ٣٣٤ (٧٧٢) من طريق شهر بن حوشب به.
(٤) في م: "به".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، س: "أبا الطوسي".
(٦) الوشق: ضم الشيء إلى الشيء. اللسان (و س ق).
(٧) أخرجه أبو يعلى (٢٣١٨)، والبيهقى في الشعب (٧٥٦) من طريق سفيان به.